وسواس البلع: هل هو بسبب القلق أم بسبب الأدوية؟

2025-10-22 01:14:10 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سبق أن أوضحت في استشارات سابقة معاناتي من الرهاب الاجتماعي، وقد بدأت في تناول الأدوية منذ سن ٣٢، تحسنت حالتي عدة مرات، لكنني تعرضت لانتكاسات أيضًا.

حاليًا: أعاني من رهاب بسيط، لكن بعد آخر مرة استخدمت فيها دواء "سيروكسات" ثم أوقفته منذ سنة، ظهرت لدي مشكلة وسواس البلع، الفكرة تأتيني أنني سأبلع، فيتكوّن اللعاب تلقائيًا، فأقوم بالبلع بشكل لاإرادي، لا أعلم إن كان ذلك بسبب القلق، أم أنه عرض جانبي ظهر نتيجة استخدام الأدوية.

المشكلة أن هذا الوسواس يأتيني كلما كنت خالي الذهن، أو لا يشغلني شيء، أود نصيحتكم: هل أحتاج إلى دواء آخر؟ فأنا متردد في العودة للأدوية بسبب آثارها الجانبية، وفي الوقت نفسه أشعر بالإرهاق من هذا الوسواس.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ karim حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية.

أخي الكريم: الوساوس بطبعها تحتوي على بعض السمات الانتكاسية، ولكن ليس في كل الحالات، الذي يجتهد في تطبيق المناهج السلوكية، ويجعلها وسيلة وطريقة لمقاومة الوساوس؛ قطعًا لن تعاوده الوساوس، وحتى إن أتتْ تكونُ مجرد هفوات بسيطة تنتهي بسهولة.

فأنتَ ركّز على الرفض، ركّز على التحقير، ركّز على التجاهل التام لهذا الوسواس، وهذا أمرٌ مهم جدًّا، ولا تُأَوّله، ولا تُحلِّله أبدًا، خذها مني: هذا مجرد وسواس، وحاول في نفس الوقت أن تنصرف لأشياء أخرى، وأنت ذكرتَ أن الفراغ هو أحد المشاكل التي تجلب لك هذه الوساوس، فيا أخي الكريم: لماذا يكون لديك فراغ؟ الواجبات أكثر من الأوقات، احرص على خمس: (فراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وحياتك قبل موتك، وصحتك قبل مرضك، وغناك قبل فقرك)، فاحرص على إدارة وقتك بصورة صحيحة:
• عليك بالنوم المبكر.
• عليك بالعبادة والمحافظة عليها في وقتها.
• عليك بالإبداع في عملك.
• عليك بالتواصل الاجتماعي، وأداء الواجبات الاجتماعية.
• عليك بالترويح عن نفسك.
• عليك بالقراءة والاطلاع.

هناك أشياء كثيرة جدًّا -أخي الكريم- يمكنك القيام بها وكلها إيجابية، لكن الأمر الأساسي هو: تحقير الوسواس، وعدم اتباعه، وعدم الدخول في تحليلاته أبدًا، لا تأوّله، هذا وسواس، قل له: "أنتَ وسواس حقير، أنا بخير، ولا مشكلة لدي، أنا ليس لدي مشكلة أبدًا"، وسر على هذا المنهاج.

ولا بد أن ترجع للدواء؛ لأن الدواء يساعدك إن شاء الله تعالى، لكن هذه المرة حاول أن تتناول دواء (سيرترالين -Sertraline)، فهو الأفضل، وهو من الأدوية الفاعلة والسليمة جدًّا، يُسمى تجاريًا (لوسترال - Lustral)، أو (زولفت - Zoloft)، ويوجد أيضًا في مصر تحت مسمى محلي (مودابكس - Moodapex)، وهو منتج ممتاز جدًّا.

والجرعة هي:
• أن تبدأ بنصف حبة (أي 25 ملغ) يوميًا، لمدة عشرة أيام.
• بعد ذلك اجعلها حبة كاملة (أي 50 ملغ) يوميًا، لمدة شهر.
• ثم اجعلها حبتين (أي 100 ملغ) يوميًا، لمدة شهرين.
• ثم خفضها إلى حبة واحدة يوميًا، لمدة شهرين آخرين.
• ثم نصف حبة يوميًا، لمدة أسبوعين.
• ثم نصف حبة يوم بعد يوم، لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

بهذه الكيفية وهذه الطريقة -إن شاء الله- تحصل على أفضل النتائج من الدواء دون معاناة من آثاره الجانبية؛ حيث إن الدواء دواء نقي وممتاز جدًّا، فقط ربما يفتح الشهية نحو الطعام قليلًا، وبالنسبة للمعاشرة الزوجية؛ قد يُؤخر القذف قليلًا، لكنه لا يؤثر أبدًا على الصحة الإنجابية أو الذكورية عند الرجل.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net