أخشى عقاب الله لأنني رجعت إلى الذنب بعد أن تبت منه!

2025-11-25 00:36:19 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لقد وقعت في ذنب لمدة خمس سنوات، لم أكن أعلم أنه حرام، وعندما علمت لم أستطع التوقف، وبقيت في تخبُّط؛ أتوقف عنه وأعود، وقد تبت عنه مؤخرًا، ولم أقُمْ به لأشهر، وكنت أعتقد أنني قد تخلصت منه نهائيًّا، وكنت سعيدة بذلك، ولكن في لحظة ضعف وجدت نفسي أقع فيه مجددًا رغم أني تبت عنه، وكنت خائفة جدًا من عقاب الله، لكن لا أعلم كيف وقعت به مرة أخرى!

أنا خائفة جدًا من عقاب الله، وأن لا يوفقني الله في حياتي عقابًا على ذنبي، فكيف يغفر الله لي ذنبي؟ وما هي أحب الأعمال لله التي يغفر بها الذنوب بسرعة؟

وسؤالي الثاني هو: أنني أخاف جدًا من المستقبل، تأتيني أفكار سيئة بين الحين والآخر، كيف أتخلص منها؟ وكيف أفوز بتوفيق الله ورحمته؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Chaima حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ابنتنا الكريمة، نشكر لك تواصلك وثقتك بنا في إسلام ويب، وجوابًا لك على السؤال تكون الإجابة كالآتي:

أولًا: أهنئك بالعودة إلى الله تعالى والتوبة النصوح، فمهما مر الإنسان بذنوب ومعاص وابتعد عن الله، ثم تاب وأناب واستغفر؛ فإن الله يقبل التوبة، كما قال تعالى: (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات) [الشورى:25]، وقال تعالى: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم) [الزمر:53]، ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) [صحيح ابن ماجه].

ثانيًا: بالنسبة لتذكرك للذنوب الماضية؛ فيكفي فيها الندم والتوبة والاستغفار، وأما الذي يجب عليك فعله فأمران: التوبة النصوح، وعدم اليأس والقنوط من رحمة الله تعالى، فلا تيأسي من رحمة الله، فإن اليأس ليس من صفات المؤمنين، قال الله تعالى: (إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون) [يوسف:87]، وقال سبحانه: (ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون) [الحجر: 56]، بل عليك إحسان الظن بالله تعالى، فلا يتحول خوفك من الله إلى مرض نفسي، وقلق، وسوء ظن بالله بمعاجلة العقوبة، وعدم التوفيق في مستقبل الحياة، فالله صبور على عباده، وكلنا أصحاب ذنوب، فلا داعي لليأس والقنوط، بل أبشري برب كريم رحيم، وفي الحديث القدسي يقول تعالى: (أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي عبدي ما شاء) [متفق عليه]، فأحسني الظن بالله تعالى، فهو سبحانه أرحم بنا من أمهاتنا.

ثالثًا: سألت عن أهم الأعمال الصالحة التي يغفر الله بها الذنوب، فإليك هذه الأعمال، واحرصي على المحافظة عليها، وهي:

1- التوبة إلى الله تعالى: وهي التوبة النصوح بالإقلاع عن المعصية، والندم عليها، والعزم على عدم العودة إليها، ولو وقعت مرة أخرى فجددي التوبة، فكلما أحدث العبد ذنبًا أحدث له توبة.
2- الاستغفار: لما رواه مسلم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون ثم يستغفرون الله فيغفر لهم).
3- الأعمال الصالحة: كما قال تعالى: (إن الحسنات يذهبن السيئات) [هود: 114]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر) [متفق عليه]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه) [متفق عليه].

4- الوضوء: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال: فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا) [متفق عليه].
5- الصدقة من أهم الأعمال الصالحة التي تكفر الذنوب: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار).
6- التسبيح: في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين، وحمد الله ثلاثًا وثلاثين، وكبر الله ثلاثًا وثلاثين، وقال تمام المئة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر) [رواه مسلم].

رابعًا: وأما سؤالك بخصوص خوفك من أفكار سيئة، وكيف تطلبين التوفيق من الله، فأقول: لا داعي للقلق، فحاولي بذل الأسباب لاجتناب هذا الذنب، مع العمل بأسباب المغفرة التي أوضحتها لك، واسألي الله التوفيق والسداد، وأكثري من كلمة "لا حول ولا قوة إلا بالله"، وأسأل الله أن يتوب عليك، وأن يرزقك الزوج الصالح.

وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net