عندما أتكلم أتلعثم وأقول كلمات مبعثرة..كيف أعالج هذا الأمر؟!

2025-11-25 01:17:02 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

عمري 18 سنةً، أعاني من التلعثم والارتباك عند الكلام؛ فعندما أتكلم فإني أقول كلمات مبعثرة، أو أضيف كلمات لم أفكر بها، ولا أريد أن أقولها، ولكن أنطقها بلا شعور، أو عندما أتكلم بموضوع أضيف كلامًا معينًا لم أحسب له، ولم أفكر به أصلاً.

الأمر الآخر: أنني إذا حضرت لموضوع معين، وأريد التكلم به مع شخص، فإني أحذف نصف الكلام الذي كنت سأقوله، وأتلعثم، وأبعثر في الكلام، كما أنني أعاني من الخجل.

أتمنى المساعدة، كيف أعالج هذا الأمر؟

أعتذر عن الإطالة، وشكرًا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

أبدًا -يا أخي- أنت لم تُطل في سؤالك هذا؛ فمقارنةً مع أسئلة أخرى فهذا سؤالٌ مختصر، فيه ما يوضح طبيعة الموضوع بشكل لا بأس به، وخاصةً ما ورد في آخر سؤالك من أنك تعاني من الخجل.

ويبدو أن التلعثم في الكلام والخربطة التي ذكرتها في كلامك مع الناس الآخرين، بأن تحذف أو تزيد؛ فربما كل هذا يُشير إلى حالة من الرهاب الاجتماعي، أو الخجل الاجتماعي؛ حيث يجد الإنسان صعوبةً في توضيح الفكرة التي يريد أن يتحدث عنها مع الآخرين، فيرتبك، ويتلعثم في الكلام، وخاصةً مع ما ذكرتَ من أنك تشعر بالخجل.

أخي الفاضل: إن الرهاب الاجتماعي، أو القلق والتوتر الاجتماعي، أمرٌ كثير الانتشار، وخاصةً عند من هو في مثل سنك، فأنت في الثامنة عشرة من العمر، وهذا أمر شائع، وإن كان معظم الناس لا يتحدثون به خشية الخجل، أو الاستهزاء بهم، إلَّا أنهم يشعرون بما تشعر به من هذا التلعثم، والتوتر، والقلق عند مقابلة الآخرين، أو الحديث معهم، وخاصةً إذا طُلب منه أن يتحدث، ويتكلم في موضوع مُعيَّن، كما يحدث مع كثير من الطلاب.

أخي الفاضل: إن العلاج الأنسب للرهاب الاجتماعي، أو القلق الاجتماعي، هو العلاج السلوكي وليس الدوائي، وخاصةً في مثل سنك، وهذا العلاج السلوكي يقوم على مواجهة هذه المواقف، وعدم تجنُّبها، فإذا طُلب منك الحديث، أو رغبت بالحديث مع الآخرين؛ فأرجو ألَّا تتجنب هذا، نعم، أنت قد ترتاح من هذا التجنُّب بشكل مؤقت، إلَّا أنه مع الوقت تزيد المشكلة، وتتفاقم، ويصبح علاجها أصعب؛ ممَّا يضطرك إلى العلاج الدوائي.

فإذًا العلاج السلوكي هو عن طريق المواجهة، واللقاء بالآخرين، والحديث معهم، ومن خلال الوقت ستجد نفسك أكثر ثقةً، وأكثر طمأنينةً في الحديث؛ ممَّا يُساعدك على إيضاح الفكرة التي تُريدها دون زيادة أو نقصان، وأنا أشجعك على هذا، وخاصةً أنك كما ذكرت في هذا السن من الشباب، وأمامك فرصةً مناسبةً لتجنُّب كل هذا من دون أن تحتاج إلى مراجعة العيادة النفسية أو غيرها.

أدعو الله تعالى أن يشرح صدرك، ويُيَسِّر أمرك، ويُنزلَ عليك الطمأنينة والسكينة، ويكتب لك تمام التوفيق في دراستك.

www.islamweb.net