القلق سيطر علي بعد أن علمت أن عندي حساسية صدر!
2025-12-10 00:06:19 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم، حياكم الله تعالى.
أشكر لكم هذا الجهد المبارك، وأسأل الله أن يرفع به درجاتكم.
كنت أعاني من الوسواس القهري بالموت، والقلق والخوف والاضطراب، فذهبت إلى طبيب نفسي وتعالجت بفضل الله، وبعدها أصبت بالتهاب في الجيوب الأنفية وحساسية بالأنف، ثم جاءتني كحة شديدة مع بلغم أخضر، فذهبت إلى الطبيب وأخبرني أن لدي حساسية صدر، فقمت بعدها بإجراء عملية لكي الغضاريف الأنفية بالمنظار منذ أيام قليلة.
الآن عند بذل مجهود تظهر الكحة، وأشعر بضيق في النفس، وأضطر للتنفس من الفم. لدي كحة خفيفة، وصداع خفيف، ودوخة وإرهاق عام، ولا رغبة لي في فعل شيء، أو القيام بأي عمل، وأشعر باقتراب الموت مني، ولما علمت أن عندي حساسية صدر ضاقت الدنيا في وجهي، وحزنت حزنًا شديدًا، والآن أعمالي كلها متوقفة، ولا رغبة لي في فعل شيء، كما أنني أخاف أن أختلط بالناس، فأصاب بالفيروس المنتشر بينهم اليوم.
علمًا بأني حافظ للقرآن بفضل الله، لكن الرعب يسيطر عليّ، والقلق والاكتئاب يمنعانني من الشعور بنشاطي وقوتي، وأنا الآن أتناول: ديوسيد سي، وسيبروفار 750 جرام، وكريم بيتكس للأنف، وكيبرون للصدر عند الضرورة.
أرجو جوابًا شافيًا، فقد تعبت من الذهاب إلى الأطباء والتردد على العيادات. بارك الله فيكم، وجزاكم الله خيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في استشارات إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أخي: بالنسبة لالتهاب الصدر والحساسية، فأنت الآن -الحمد لله- تتناول أفضل الأدوية لذلك، نعم عقار (سيبروفار - Ciprofar) مضاد حيوي ممتاز جدًّا لعلاج الإصابات الصدرية التي تسببها البكتيريا، فاطمئن تمامًا -أخي الكريم- من هذه الناحية.
ألاحظ أن أعراضك فيها جانب نفسي جسدي، بمعنى أن العامل النفسي أثّر كثيرًا وزاد من شعورك بالأعراض، حتى وإن كانت في ظاهرها أعراضاً عضوية، لكن الجانب النفسي -جانب الإحباط، القلق، التوتر، والمخاوف متعددة-، وبما أنه لديك أيضًا خلفية وسواسية هذا قطعًا زاد -أخي الكريم- من شدة الأعراض عليك.
ولذا أنا أنصحك حقيقة بتناول أحد الأدوية المحسّنة للمزاج، والتي تعالج القلق والمخاوف وكذلك الوسوسة، وأعتقد أن عقار (سيبراليكس - Cipralex) سيكون دواء رائعًا جدًّا ومفيدًا بالنسبة لك.
السيبراليكس والذي يعرف (اسيتالوبارم - Escitalopram) دواء فعّال، دواء نقي جدًّا، ليس له آثار جانبية خطيرة، ولا حتى خفيفة، فقط ربما يفتح الشهية نحو الطعام في بعض الأحيان.
تبدأ بجرعة (5 ملغ) أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على (10 ملغ)، تتناولها لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك تجعلها حبة كاملة - أي 10 ملغ- يوميًا وتستمر عليها لمدة شهر، ثم تجعلها (15 ملغ) أي حبة ونصف، وتستمر عليها لمدة شهرين مثلًا، وبعد ذلك يمكن أن تخفضها إلى (10 ملغ) يوميًا لمدة شهر، ثم (5 ملغ) يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم (5 ملغ) يومًا بعد يوم لمدة عشرة أيام أخرى، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
هذا -يا أخي- من الأدوية الفاعلة والتي سوف تفيدك كثيرًا -إن شاء الله تعالى-، وفي ذات الوقت أنت رجل -بحمد الله- تحفظ القرآن الكريم، ولا شك أن هذا سيكون معينًا لك -إن شاء الله تعالى-.
فكن متفائلًا، نظّم وقتك، اعرف أنك لا تعاني من مرض خطير، نعم الحساسيات مزعجة لكنها ليست خطيرة، وسوف تنتهي -بإذن الله تعالى-، وأنت حين تدعم نفسك نفسيًا، وتكون قويًا، وصلبًا، ومتفائلًا؛ هذا في حد ذاته سوف يُساعد في علاج أعراضك الجسدية، نعم هذا أمر معروف تمامًا.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.