لا أستطيع ضبط عصبيتي ونفسي عن الكلام..فهل من نصيحة؟!
2025-12-10 00:22:38 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا إنسان عصبي، وأعاني من تقلبات في المزاج، ولا أستطيع التحكم في تصرفاتي وضبط نفسي عن الكلام مع أي أحد، إذ أعلم أنه يجب أن أتعلم الصمت، ولكن بسبب كثرة نسياني وشعوري بالملل أحب أن أتكلم بحسن نية، غير أنني إذا آذاني الناس أفرغ هذا الغضب في أهلي، وخصوصًا في أمي، وهذا أمر يزعجني حتى أصبحت منبوذًا من جميع الأهل.
أعاني بشدة من كثرة النسيان، وعدم التركيز، والشتات المتواصل، وأحيانًا أعرف المعلومة أو الشخص ولكن لقلة تركيزي أنسى ثم أتذكر لاحقًا، وهذا سبب لي مشاكل كثيرة، ورغم محاولاتي العديدة للتخلص من هذه العادة، فقد فشلت في ذلك.
لا أحتمل كلام الناس كثيرًا في العمل، ولا أطيق الحديث مع الجميع، ولا أستطيع المواجهة، وإذا واجهت لا أُظهر قوة شخصية، بل ضعفًا في الشخصية يضعني دائمًا في مواقف صعبة.
وبسبب كل هذا أصبحت أعاني من مشاكل نفسية وصعوبة في التنفس، فما الحل؟ أفيدوني جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال وبهذه التفاصيل.
أخي الفاضل: إن الحالة العصبية التي يشعر بها الإنسان -وخاصة إذا ترافقت مع تقلبات المزاج- إنما هي نتيجة في الغالب تعكس طبيعة حياة الإنسان، فقد وجدت من المعلومات التي ذكرتها لنا أنك عاطل عن العمل، مع أنك في هذا العمر –أربعة وعشرون عامًا– حيث المفروض أن يكون لك عمل تقضي من خلاله الوقت، ويُتيح لك اللقاء مع الناس، والأخذ والعطاء بالشكل الطبيعي.
أمَا وأنك عاطل عن العمل؛ فمن المتوقع والمتفهم أنك تشعر بالعصبية والإحباط وتقلبات المزاج، والأمر المؤلم أنك تصب هذا الغضب وهذا الإحباط على أمك، بارك الله لك فيها، وأنت مدرك أن هذا أمر خطأ.
أخي الفاضل: عندما يشعر الإنسان بالإحباط والعصبية واضطراب المزاج، فأمامه طريقان للتعبير عن هذا الإحباط، وهذا الغضب: إمَّا طرق صحية أو طرق غير صحية.
- فالطرق غير الصحية مثل الضرب والكسر، أو صب جام غضبه على الناس من حوله كالأم أو الأب أو غيرهما.
- أما الطرق الصحية للتعبير عن هذه الأمور فكثيرة: كالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، والوضوء، وتغيير الوضعية بأن يجلس إذا كان قائماً، وكالعبادة، والرياضة، والصحبة الصالحة، وقضاء الوقت مع الصحبة الصالحة، أو ممارسة الهوايات المفيدة، وبالطبع العمل سواء دراسة أو مهنة.
فإذا -أخي الفاضل- حاول أن تفكر في الطرق الصحية التي تفرغ فيها جام غضبك وإحباطك، بدل أن تُسقط هذا على الآخرين.
أخي الفاضل: ليس هناك ما يمنع من الكلام، ولكن كلما زاد عن حده انقلب إلى ضده، والحديث النبوي يقول: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت)، فحاول أخي الفاضل –لا أقول أن تمنع نفسك عن الكلام– وإنما حاول أن تصرف وقتك فيما هو مفيد من الرياضة، ولقاء الآخرين، والعمل، وبذل الجهد، فبشكل طبيعي ستجد أن كثرة الكلام عندك -والتي تريد أن تتخلص منها- ستختفي من تلقاء نفسها.
فإذًا في الخلاصة -أخي الفاضل-: حاول أن تلتزم بالعبادة، عبادة الصلاة في وقتها، وتلاوة القرآن، وممارسة النشاط البدني، أقله المشي ثلاثاً أو أربع مرات في الأسبوع، وأقله نصف ساعة كل مرة، بالإضافة إلى النوم المناسب والتغذية الصحية، وكما لَمَّحتُ لك: حاول أن تبحث عن عمل أو دراسة تبني فيها شخصيتك وحياتك، ولعل الله عز وجل يعينك لتغير هذا الحال الذي أنت فيه: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.
أدعو الله تعالى أن يشرح صدرك، وييسر أمرك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.