زوجتي مصابة بسحر وتعاني من ضيق ووسواس دائم!

2025-12-25 00:27:38 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلة زوجتي أنها أصيبت بسحر ومس، وهي تعاني من وسواس دائم، وتشعر بالضيق والكآبة، كيف أتصرف معها؟ علمًا أنها -والحمد لله- حافظة لكتاب الله.

وشكرًا.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلًا بك في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيكم، وأن يحفظكم، وأن يُقدر لكم الخير حيث كان.

هذا الموضوع (موضوع السحر والمس) يكثر فيه الخلط، ويقع فيه إفراط وتفريط، لذا دعنا نجيبك من خلال ما يلي:

أوّلًا: اجعل قاعدة (تصحيح الفهم قبل التصرف) أمامك دائمًا، فليس كلّ ضيق أو وسواس أو اكتئاب سببه سحر أو مسّ، فقد يجتمع تعب نفسي مع إرهاق جسدي، وقد يكون بجواره مس أو سحر أو خلط بين الأمرين؛ لذا لا بد ألَّا نرجع كلّ شيء للسحر فقط، أو ننكر الجانب النفسي تمامًا، فزوجتك -ما شاء الله- حافظة للقرآن، موحّدة، قائمة على الذكر، وهذا في الغالب لا يمنع الابتلاء، لكن يجعل المسّ الكامل نادرًا، ويجعل الوسواس والقلق النفسي أرجح.

ثانيًا: كيف تتعامل معها نفسيًّا:
١- لا تُشعرها أنّها مسحورة، فكثرة ترديد: (أنت مسحورة، أنت ممسوسة، هذا جِنِّي يريد أن يؤذيك) أو اعتقادها هي بذلك؛ يؤدّي إلى زيادة الخوف، تضخيم الأعراض، تثبيت الوسواس، فالوسواس يتغذّى على الخوف؛ لذا بدّل الخطاب إلى: (أنت متعبة، وهذا ابتلاء، وسيزول بإذن الله).

٢. لا تُجادلها في شعورها، فإذا قالت: (أشعر بضيق، أحسّ أن أحدًا يضايقني، لا أرتاح) لا تقل: (هذا وهم، لا شيء بك، أنت تتخيّلين)، بل قل: (أعلم أنّك تتألمين، وأنا معك، ولن أتركك) ثم اربط الأمر بشيءٍ عملي، كتعب في عملها، أو إرهاق نفسي حاصل، ثم امنحها وقتًا إضافيًا للخروج، أو التنزه، أو الحديث في أي أمر آخر؛ لأن الاحتواء أحيانًا يُعالج نصف الألم.

٣. بعض الأزواج -بحسن نيّة- يُراقب الأعراض، يسأل كثيرًا، يفتّش؛ هذا يزيد الوسواس؛ لذا دع الأمور تجري بطبيعتها.

ثالثًا: التعامل الشرعي الصحيح:
١. الرقية الشرعية ثابتة، وهي حصن حصين وعلاج مكين؛ لذا التزم بها، فهي خير لك ولها، مع الأذكار اليومية، وقراءة سورة البقرة في البيت كل يوم، أو الاستماع إليها.

٢. احذر من الدجّالين، أي شخص يدّعي معرفة الغيب، يطلب أسماء أو تواريخ، يحدّث عن جنّ عاشق، أو يطلب أشياء غريبة، ابتعد عنه فورًا؛ لأنّه يدمّر النفس، ويزيد البلاء.

رابعًا: الجانب النفسي لا ينبغي إغفاله، فالمعاناة قد تكون وسواسًا، أو شعورًا مستمرًا بالضيق أو الكآبة، والعلاج النفسي لا يتعارض مع الإيمان ولا مع القرآن، ولا يدل على ضعف التوحيد، بل هو من باب الأخذ بالأسباب المشروعة.

خامسًا: ما دورك أنت تحديدًا؟
دورك الآن هو أنك زوج محب وداعم، تمثل مصدر أمان وطمأنينة لها، ومسؤوليتك أن تتحلى بالصبر والرفق، وأن تبث في نفسها السكينة والراحة، وأن تكثر من الدعاء لها، ولا تُحمّل نفسك عبء معالجة كل شيء بمفردك، ولا تشعر بالعجز إذا تأخر الشفاء، فمهمتك الأساس أن تكون سندًا ثابتًا يخفف عنها ويقويها.

نسأل الله أن يحفظكم، وأن يرعاكم، والله الموفق.

www.islamweb.net