ابنتي تخاف من الظلام والوحدة
2006-11-09 09:57:48 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
ابنتي تعاني من الخوف الشديد في الظلام والوحدة في أي مكان، حتى في دورة المياه، وتطلب مني الذهاب معها وترك الباب مفتوحاً، فما الحل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ مزنة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فأنت لم توضحي عمر ابنتك، ولكن بصفة عامة الخوف أمر طبيعي ومألوف لكثير من الأطفال حتى عمر 7 أو 8 سنوات، خاصة الخوف من الظلام والخوف من الحيوانات والحشرات.
وطريقة العلاج في مثل هذه الحالة هو :
أولاً: أن تشرحي للطفلة وتحاولي طمأنتها.
ثانياً: عليك أن تتركي مسافة بينك وبينها في أثناء النهار -أي لا تدعي الطفلة تكون متصلة بك لأوقات طويلة-، وحين تبتعد الطفلة منك عليك أن تقومي بتشجيعها وتحفيزها.
ثالثاً: عليك التدرج في تقديمها وتعريضها للأماكن المظلمة، على سبيل المثال: في المساء كوني أنت جالسة في غرفة، واتركيها أن تذهب لغرفة أخرى يكون مستوى الإضاءة فيها منخفض، أو اطلبي منها أن تذهب خارج المنزل في الحوش مثلاً أو في ساحة المنزل مثلاً، واطلبي منها أن تحضر لك شيئاً ما، وهكذا.
إذن؛ المبدأ يقوم على التحفيز والتشجيع والشرح، ويجب أن توضحي لها أن دورة المياه مكان خاص جدّاً ولا يجوز لأحد أن يصطحب معه شخصاً آخر حتى ولو كانت الأم.
وهناك جوانب علاجية أخرى لا تتعلق بالمخاوف بصورة مباشرة ولكنها تساعد في اختفائها، هذه الآليات العلاجية هي: بناء شخصية الطفلة وذلك بإشعارها بأهميتها، واستشارتها -حتى في شئون المنزل-، على سبيل المثال: قولي لها: ما رأيك ماذا نطبخ اليوم في طعام الغداء؟ وعليها أن تتعلم ترتيب ملابسها بمفردها، وأن تساعد في أعمال المطبخ البسيطة، وحسب ما يناسب عمرها، وعليها أيضاً أن تتعلم كيف تقابل الضيوف والرد على التليفون، وهكذا.
هذه أشياء بسيطة جدّاً ولكنها مهمة جدّاً من أجل بناء الشخصية وتطوير المهارات الاجتماعية ومن ثم القضاء على الخوف.
والمنهج الأخير في العلاج هو إذا كان عمر الطفلة سبع سنوات أو أكثر يمكن أن نعطيها أحد الأدوية الجيدة جدّاً والسليمة والتي تساعد على إزالة الخوف، هذا الدواء يعرف باسم (تفرانيل)، وجرعة البداية في الأطفال هي 10 مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى 25 مليجرام يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك تخفض إلى 10 مليجرام مرة أخرى لمدة شهر، ثم يمكن التوقف عن الدواء.
أرجوا اتباع هذه الإرشادات، وأنا على يقين تام -بإذن الله تعالى- أن هذه المخاوف سوف تختفي عن ابنتك، وسوف يتم بناء شخصيتها بصورة تربوية صحيحة.
وبالله التوفيق.