المحادثة عبر النت
2020-03-31 04:52:01 | إسلام ويب
السؤال:
تعرفت على شاب من أحد المواقع، وكان حديثنا عن فكرته عن البنات وأنه لا يوجد بنت نظيفة، وكنت أحاول إقناعه بوجود الفاضلات في المجتمع، وقدرت أقنعه بفكرتي واستراح لكلامي، وطلب مني أن آخذ إيميله وأحادثه لأنه يحتاج لهذا الحديث، كلمته ولكن بعد مرور شهور، ولكني اتفقت معه في الأول أن تكون علاقة أخوة فقط، لأني ليس لدي إخوة شباب وأحتاج الحديث مع أخ، وكان معظم كلامنا عن الدين وعرفني بشيوخ لم أكن أعرفهم، ودائماً يساعدني على طاعة الله.
ولكن جاء مرة وقال لي: إنه معجب بي؛ لأنه يشعر بالراحة في الحديث معي وقدرتي على الحديث والمعرفة، وأنه معجب بشخصيتي، وأنه إذا فكر وأتيحت له فرصة الزواج فأول من يفكر بها أنا، وقال لي: إنه كلم والدته عني.
الآن أنا أحادثه لكن للتكلم في مواضيع عامة، وليس في كلامنا أي شيء يخدش الحياء، وإذا حدث شيء من ذلك، فأنا بعون الله أقدر أنا أوقف هذا الحديث، لأني لا أحب الخوض في هذه المواضيع، ولكني أحتاج لشخص أتحدث معه وأساله أحياناً عن أشياء تحدث ومواقف ويقول لي رأيه، وهو كذلك، أفيدوني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإننا نخشى عليكِ إذا استمر الكلام أن يوقعكما الشيطان في الحرام، ولن تستطيعي أن تسيطري على مشاعركِ إذا واصل في الثناء عليك والاحترام، وقد لا تتاح فرصة الزواج في مستقبل الأيام، وسوف تكون هذه المكالمات خصماً على سعادتكما، فانتبهي لنفسك، فصادقي زميلاتكِ واجعلي ميزانكِ الإسلام، وحافظي على حيائكِ والاحتشام، ومرحباً بكِ في موقعك، وهنيئاً لمن سألت عن أحكام دينها وسارت على هدى الإسلام، وراقبت من لا يغفل ولا ينام.
وقد وضحت الشريعة الطريقة التي تتكلم بها المرأة مع الأجنبي، وحددت نوع الكلام وبينت مقداره وذلك في قوله تعالى: ( فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا )[الأحزاب:32]. ومن هنا فلا بد للمرأة من أن تأخذ حِذرها إذا كلمت الرجال، وتختصر مقالها فلا تتكلم بعشر كلمات إذا كانت الخمس كلمات كافية، كما ينبغي أن تعلمي أن الكلام المشروع هو ما كان في الطاعة والمعروف، وعليها أن تتذكر أن الشيطان يستدرج ضحاياه، وأن الأذن تعشق قبل العين أحياناً، ونحن لا نجد في نصوص الشريعة ما يبيح لك الاستمرار في محادثة من أعجب بكلامكِ وفهمكِ، وعدم وجود إخوة من الذكور ليس عذراً لكِ في هذا الذي يحصل.
فاتقي الله في نفسكِ، واعلمي أنكِ لست مطالبة بتحسين صورة النساء في أعين الشباب، بل عليك الابتعاد عن الذي ينظر إليهن بنظارة سوداء، واعلمي أن تصور الإنسان ينبع من بيئته التي اختار أن يعيش فيها، وأن من قال هلك الناس فهو أهلكهم، ولن تستفيدي من علم والدته بما يحصل بينكما، وأرجو أن يتقدم لطلب يدك من أهلك أو يبتعد عنك، وأرجو أن يقدر الله لك وله الخير حيث كان وأن يرضيكما به.
وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله في السر والعلن، وأرجو أن تشغلي نفسك بذكر الله وطاعته، ودوري في فلك الصالحات، وأكثري من التوجه إلى رب الأرض والسماوات.
وبالله التوفيق والسداد.