حاجة الإنسان إلى تكوين علاقات وصداقات في بلاد الغربة
2006-11-22 09:24:22 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا شاب أعيش في بلاد الغربة منذ شهر تقريباً، والمشكلة هي أني أقمت علاقات جيدة مع زملاء من نفس البلد، ولكنها أصبحت سيئة بعد فترة وجيزة مع الكل، وللعلم أنهم ليسوا ذوي أخلاق عالية ولكنهم ليسوا جداً سيئين.
القضية أن أغلب الذين قطعت معهم علاقتي قد فهموني خطأ، وظنوا أن العيب والخطأ مني، ولكني أعرف نفسي بأني كثير التفهم والسياسة، والحمد لله على هذه الصفة، ولكني لا أعلم لماذا كل هذا قد حدث بشكل خاطئ!
المهم، أريد أن أعرف: هل أذهب إليهم وأرد علاقتي بهم، مع أني لست المخطئ، أم أترك الوضع كما هو؟ ولكن المشكلة هي أني أصبحت شبه وحيد؛ فلهذا آمل بحل سريع لمشكلاتي معهم، علماً بأنني سأبقى أدرس معهم طيلة 7 سنوات؛ ولهذا السبب بالتحديد أريد كل شيء أن يرجع كما كان.
أرجوكم، ساعدوني! وشكراً على مجهوداتكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ لطيف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن العلاقة مع زملائك سوف تعود بإذن ربك المعبود، وعليك أن تحفظ العهود ولا تبادر بالصدود، وصادق الأخيار وذكرهم بالأحكام والحدود، واعرف الحق تعرف أهله، واسأل الله أن يحببك إلى عباده، وأن يحبب إليك الصالحين منهم، واجتهد في معرفة أسباب التغيرات وبادر بإصلاح العلاقات، ولا تشاركهم في حال عصيانهم لرب الأرض والسماوات، فإن الوحدة شر، ولكنها خير من جليس السوء.
ولا داعي للانزعاج؛ فإن الأمور تعود إلى وضعها الطبيعي، والإنسان لا يستغني عن صديق ناصح صدوق، وما أعطي الإنسان بعد الإسلام أفضل من صديق حسن يذكره بالله إذا نسي، ويعينه على طاعة الله إن ذكر، وإذا وجدت صديقاً وفياً فحافظ عليه واحتمل ما يصدر منه، ولا تكثر من العتاب، واحفظ لسانك من النميمة والاغتياب، وكن حريصاً على الصواب، واحفظ أسرار إخوانك الشباب، وأكثر من التوجه إلى الكريم الوهاب، واعلم أن الصداقة الحقة هي ما كان أساسها التقوى والإيمان، وعمادها التعاون على الصلاة وعبادة الرحمن، والتواصي فيها بالذكر والقرآن.
واعلم أنك لن تكسب شيئاً بعدائك لأي واحد من زملائك، ولكنك مطالب بأن تقدم منهم المطيع للرحمن، ولا تقطع شعرة العلاقة مع الإخوان، واعلم أن السخي الكريم قريب إلى قلوب الأنام، ومرحباً بك في موقعك بين الآباء والإخوان.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، واعلم أنك إذا أصلحت ما بينك وبين الله، أصلح الله لك ما بينك وبين الناس، وأرجو أن تردد: ( اللهم حببني إلى خلقك، وحبب إلي الصالحين منهم).
وبالله التوفيق والسداد!