طالبة تحب معلمتها كثيراً وتفكر فيها بالرغم من بعدهما عن بعض
2006-11-29 12:07:00 | إسلام ويب
السؤال:
عندما كنت في الإعدادي أحببت أستاذة لي حباً كبيراً، كنت أتخيل أنني أختها وأن أمها أمي وهكذا، وبعد انتقالي إلى الثانوية أحببت أستاذة العلوم حباً أكبر، وقد أخبرتها، مع أني -والله العظيم- كنت أحبها مثل أمي، وهي كانت حنونة وعطوفة، وكانت في سن أمي، أحببتها كثيراً، تمنيت لو كانت هي أمي، هي ابتعدت عني قليلاً وقالت لي: هذا من أجل دراستك، وبقيت على هذا الحال 3 سنوات، حتى عندما انتهت دراستي في الثانوية بقيت أحبها، وكنت أحياناً أكلمها في التليفون، ثم انقطع الاتصال بها.
الآن مر الوقت وقد نسيتها، لكن بمجرد أن تصادفني مشكلة أتذكرها، وأقول: يا ليتها معي، أو على الأقل لدي اتصال بها لأشكي لها، وكما قلت لك: لم أفكر أبداً في الجانب الجنسي معها، بالعكس تمنيت لو كانت أمي وأعطتني حنانها، وهي قالت لي: أني أعاني من نقص في العاطفة والحنان.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ راضية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن من الناس من يستطيع أن يسيطر على القلوب بإحسانه وعطفه، (والأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف)، وقد أسعدني حرصها على دراستك ومستقبلك، وأفرحني حرصك على طهارة حبك لها وخلوه من المحاذير الشرعية، ولكني أريد أن أقول لك: إن الخير في أمة النبي صلى الله عليه وسلم كثير.
فوسعي دائرة معارفك، واحرصي على حب الصالحات لصلاحهنَّ، وحوِّلي ذلك الحب إلى تأسٍ بالمطيعات الحافظات لكتاب الله، وابني صداقتك وعلاقتك على قاعدة الإيمان والتقوى، فالحب الذي يؤجر عليه صاحبه هو ما كان لله وفي الله وعلى مراد الله.
ولا شك أن الإنسان قد لا يملك مشاعره أحياناً، ولكن أهل الإيمان يراجعون أنفسهم ويحاسبونها ويصححون نياتهم ومشاعرهم حتى تستقيم على أمر الله وشرعه، وهو أصدق الناس في محبتهم، وذلك لحرصهم على نجاة المحبوب وإبعاده عن الخطايا والذنوب، وهناك حب فطري لا يلام عليه صاحبه، إلا إذا خرج عن حدوده المقبولة، فالمؤمنة تحب والديها وزوجها وأطفالها، لكنها تؤسس لكل ذلك من منطلقات شرعية، والدين يأمرنا بحب هؤلاء أجمعين، ويعلمنا أن حب الله هو الأساس وهو الأعلى والأغلى، (فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)، بل حبنا يزداد للمذكورين آنفاً في حال طاعتهم لله، والحب في الله والبغض في الله أوثق عرى الإيمان، ونحن نكره في أهل العصيان تقصيرهم في حق الله، فإن تابوا وأنابوا ورجعوا امتلأت قلوبنا بحبهم.
وفي الختام نكرر لك الشكر على هذا التواصل، وكم نحن سعداء بسؤالك، ونسأل الله أن يصلح حالنا وحالك، وأرجو أن تحشري نفسك في مجتمعات الصالحات، واعرفي الحق تعرفي أهله، ودوري مع كتاب الله حيث دار، وأصلحي ما بينك وبين الله وسوف يصلح لك ما بينك وبين الناس، واقتربي من والدتك ومحارمك، ووجهي عواطفك للخير، ونسأل الله أن يرزقك الزوج الصالح.
والله الموفق.