اختلاف وجهات النظر لدى الخطيبين.
2006-12-04 08:47:29 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
بداية نشكر لكم توفيركم لخدمة الاستشارات على شبكتكم الكريمة، ونسأل الله تعالى أن ينفع بكم، وأن يبارك جهودكم، ويجعلها في موازين حسناتكم.
سؤالي هو: بعد توفيقي -ولله الحمد- في خطبة فتاة ذات أخلاق ومستوى ثقافي عالٍ، أستخير الله في أن تكون زوجةً مطيعة، تربي أولادي أحسن تربية، وتسهر على إرضاء الله بحسن معاشرتي.
والمشكلة تكمن في أنه في فترة خطوبتنا التي أحاول فيها التعرف إليها أكثر بالطبع بوجود محرم اكتشفت بأن أفكارها مختلفة عن أفكاري في أمرين -أعتبرهما مهمين جداً-:
الأمر الأول: أنني أريدها أن تنتقب لأنه اللباس الشرعي للمرأة، وهي ترفض لأنها غير مقتنعة بالرغم من أنها متحجبة، ولكن يظهر منها وجهها ويديها، وبصراحة فلا أعرف من فينا على صواب؟
الأمر الثاني: أنها تريد العمل لتحقيق ذاتها، وتعين والديها، وأنا أخاف عليها من الاختلاط وعواقبه، كما أنني قادر - ولله الحمد - على كل مصاريف البيت وهي تعرف ذلك، كما أنها تقول: لا خوف على ممن يخاف الله من الاختلاط، ولكني أظن أن الشيطان يجد دائماً سبيلاً للإيقاع بالإنسان وخاصة عند الاختلاط، فمن منا على صواب؟
وأريد أن أختم القول بأننا قد ارتحنا جداً لبعضنا، وبهذا البيت الشعري:
كل كسر يجبره الدين وليس لكسر الدين جبران
فهل خلافاتنا تعتبر من كسر الدين أم مما يجبر؟
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإذا كانت الفتاة صاحبة دين وأخلاق ومستوى عالٍ فهذا ما يتمناه كل شاب، ومرحباً بك في موقعك وبين آبائك والإخوان، ونسأل الله أن يقدِّر لكما الخير ويرزقكما الرضوان.
وقد أسعدني حرصك على أن ترفع الفتاة من درجة التزامها فتكمل حجابها بالنقاب، وهذا دليل على ما عندك من الغيرة والخيرات، وأرجو أن تتحلى بالحكمة والصدق والإخلاص وأن تقدّم لنصائحك بصالح الدعوات.
وأرجو أن تنظر فيما حولكم، وتمسك بخطيبتك إذا كانت الأفضل ووجدت في نفسك الميل إليها، ولا أظن أن التغيير صعب إذا صدقت النيات، ووجدت فيك صدق التوجه إلى رب الأرض والسماوات، ولا بأس من مواصلة النقاش في هذه المسألة بعد إتمام مراسيم الزواج، فإن تأثيرك سوف يكون أكبر وسوف تجد التشجيع الذي ربما تفقده الآن، بل ربما كان هناك من يقف في طريق لبسها للنقاب، ومن هنا فنحن ننصح الشباب بضرورة التدرج في الإصلاح، والتركيز على وجود الاستعداد للتغيّر إلى الأفضل عند الفتيات، بالإضافة إلى النظر في الفرص البديلة المتاحة وحسن التعامل مع المعوقات في طريق الملتزمات، والاهتمام بإزالة الشبهات.
وأما بالنسبة للعمل فيؤسفنا أن تظن الفتيات أن في العمل خارج المنزل إثباتٌ لذاتهن، وهذا لقصورٍ خاطئٍ نتج عن مناهج تعليمية مستوردة لا تلبي حاجة المجتمعات الإسلامية، ولا تعرف للمرأة خصوصية أو رسالة ميزها الله بها، وشرفها بها، وليت فتياتنا يعلمن أن المرأة الغربية بدأت رحلة العودة إلى المنزل، وقد عادت بعض الشهيرات، مثل: مديرة الإدارة في أكبر شركات البيبسي كولا، فقد عادت لأجل زوجها وأطفالها، ولكننا نقول: إذا وُجد العمل الذي ليس فيه مخالفات شرعية، وكانت هناك حاجة للمرأة المسلمة، أو حاجةٌ ماسة للمجتمع المسلم فعند ذلك لا بأس من العمل، وأرجو أن يكون ذلك في بداية الحياة الزوجية، ولكن بعد وجود الأطفال فإن الخسارة سوف تكون كبيرة إلا إذا حددنا ساعة محدودة جداً للعمل وامتيازات واسعة وإجازات للمرأة العاملة، وهذا ما لا يرضاه تجار الذهب والجسد.
وليت كل امرأة تذهب للعمل وتترك أطفالها تعلم بأنها تركت عملاً لا يقوم به غيرها إلى عمل يمكن أن يؤديه غيرها.
وفي الختام هذه وصيتي للجميع بتقوى الله، وبالنظرة الشاملة، والصبر على الطرف الآخر، وأهم من كل هذا التعجيل بحسم الأمر وإتمام مراسيم الزواج.
ونسأل الله أن يقدر لكما الخير.
وبالله التوفيق.