جمال الحجاب .. والخطبة من أجل الوظيفة
2006-12-13 11:35:55 | إسلام ويب
السؤال:
لقد تقدم لخطبتي العديد من الشبان، ولكن ليس لجمالي وإنما لوظيفتي، فأنا فتاة عادية محتجبةٌ لست جميلة، حتى أن إخوتي في المنزل يقولون بأني حينما أكون في المنزل أكون جميلة، وحين ألاقيهم في الشارع أكون غير جميلة، ولا يستطيع أحدٌ النظر إلي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الحجاب جمال، والحياء من أكرم الخصال، وهل هناك أفضل ممن يطع صاحب العظمة والجلال، ومرحباً بك في موقعك وشكراً على السؤال، ولك منا تحية، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يرزقك الصالح من الرجال.
وأرجو أن تعلم بناتنا الفاضلات أن كل أنثى جميلة، ولولا اختلاف وجهات النظر لبارت السلع، والأرواح جنود مجندةٌ، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف، كما أن الناس يختارون المرأة لجمالها أو لحسبها أو لمالها (وظيفتها) أو لدينها، ولكن رسولنا صلى الله عليه وسلم وجهنا للأكمل والأفضل فقال: (فأظفر بذات الدين تربت يداك).
ولا يخفى عليكِ أن المهم أن تكوني مقبولةً في المنزل لأن زوج المستقبل يريدكِ لنفسه وليس للناس في الشارع، فإن الذي تفعله المتبرجات عارٌ في حقهن وفي حقِّ أُسَرِهن، وكيف يسمح غيورٌ لابنته أو أخته أن تستعرض مفاتنها أمام الأعين الجائعة، وحقٌّ لكل فتاة أن تسأل نفسها لمن أتزين؟ ولماذا أتزين؟ كما أنه ليس من الضروري أن تكون جميلة في أعين إخوانك ومحارمك، ولكن المهم أن تكوني جميلة في عين زوجك، ولعل في تقدم الرجال إليك دليل على أنك مقبولة ... بل وجميلة في أعين الذين تقدموا لطلب يديك، وسوف يأتيك ما قدَّره لك الله، فليس هناك داعٍ للانزعاجِ فإن الأرزاق بيد الله وحده سبحانه.
ولا شك أن العقلاء الفضلاء يقدِّمون جمال الباطن على جمال الظاهر، فإن جمال المظهر عمره محدود، ولكن جمال الأخلاق والدين والخصال بلا حدود، وهل يعني الجمال شيئاً إذا لم يكن معه أخلاق، وقد أحسن من قال:
جمال الوجه مع قبح النفوس كقنديل على قبر المجوس
فلا خير في خضراءِ الدِّمن، وهي المرأة الحسناء في المنبت السوء، فأجمل الأشجار نضارة ومنظراً هو ما ينبت في أماكن الأوساخ والنجاسات، لكن النفوس السلمية والفطر النقية تعافُّه رغم رونقه وجماله.
فحافظي على ما عندك من الحجاب والحياء، ولا تردي من يطرق بابكم من الفضلاء، ولا تقولي إنما يطلبوني من أجل وظيفتي أو مالي، وما كل الناس يفكر بهذه الطريقة، وأنت بلا شك أغلى من المال والوظيفة، فاتقِ الله، واحرصي على ذكره وشكره، ونسأل الله أن يسهل أمرنا وأمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد.
وبالله التوفيق.