أود التقدم لفتاة تكبرني بأشهر، فهل تنصحونني بذلك؟
2006-12-18 12:48:23 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة القائمون على هذا الموقع! أعانكم رب السماوات والأرض على خدمتكم للإسلام والمسلمين، وبصفة خاصة خدمة الاستشارات.
هذا سؤالي للمرة الثانية للتأكيد، والسؤال بالتفصيل: أنا في السنة الأخيرة إن شاء الله من تخصص سياحة وفنادق، أسأل الله أن يستخدمنا ولا يبدلنا.
عمري 21 سنة، ولكن الفرق بيني وبينها حوالي 6 أشهر، وهي التي تكبرني، هي ذات دين وخلق جميل، ولكن بعد أن وافقت موافقة مبدئية سألت عن السن، وقالت: أنا محرجة! وأنا متمسك بها للدين وستذكرني بالذي خلقني وأطعمني وسقاني ورعاني، ولا أعرف رد فعل الأهل، وهل أصبح رخيصاً لو طلبتها مرة أخرى؟ أجيبوني عن مشكلتي دون اللجوء إلى الاستشارات الأخرى للدقة، وشكراً، والله الموفق.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إيهاب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم من خديجة رضي الله عنها وكانت تكبره بخمسة عشر عاماً، وعاش معها في أسعد حياة عرفتها الدنيا، ولم يكن فارق السن سبباً للسعادة أو عدمها، فكيف إذا كان الفرق بالأشهر والأيام، فلا داعي لأن تكون الأخت محرجة، فإن هذا لا يعتبر فرق أصلاً، كما أن العبرة بدين الفتاة، وأنت تؤجر لأنك طلبت الدين والأخلاق ولا حرج عليك إذا كررت الطلب وأدخلت الوساطات لإقناعها، فإن ذات الدين بضاعة غالية وعملة نادرة فالدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة، فلا تتردد في طلب يدها، واعلم أنه لابد لمن يكثر القرع للأبواب أن يلجأ، واجعل مسألة السن سر بينك وبينها ولا تدخل في أمورك الخاصة أحداً من الناس.
وأرجو أن تطمئن أن هذه المسألة لن تكون لها أي آثار طالما كان الانطباع بينكما جيداً، فإن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، وأنت الذي سوف تعيش مع زوجتك فلا تتأثر بما يقال ويتردد على ألسنة الجهال، واعلم أن رضا الناس غاية لا تدرك، والعاقل يجتهد من أجل إرضاء الله وإن سخط الناس، بل إن الزوجة إذا كانت كبيرة عاقلة فإن الزوج ينتفع من عقلها ورزانتها، ونحن نعتقد أن هذا السن مناسب لمن تريدها أن تساعدك على الثبات على الدين، بخلاف صغيرة السن التي تحتاج لمن يوجهه ويتابعها ويحتملها.
وقد كانت خديجة لرسولنا أماً في الحنان، وزوجة في العطف والود والاهتمام، وتلميذة في الطاعة والالتزام، وقد استطاعت بخبرتها وكمال عقلها أن تثبت رسولنا صلى الله عليه وسلم حين جاءها يرتجف منه الفؤاد وقالت له: والله لن يخزيك الله أبداً إنك لتصل الرحم وتغيث الملهوف وتعين على نوائب الدهر. فكان لكلامها أعظم الأثر، ولذلك فنحن ننصح كل عاقل ناصح في تفكيره أن يختار فتاة في سنه ولا بأس أن يكون الفارق يسيراً ولا مانع إذا كان أكبر أيضاً حتى يكون التفكير بينهما منسجماً.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله وبكثرة اللجوء إليه، فإن الأمر بيده وحده سبحانه، وأرجو أن تشغل نفسك بالطاعات، وشكراً على التواصل مع موقعك ومرحباً بك.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق والسداد.