أعاني من سقوط الشعر وتقصفه وتقشر الرأس، فهل لذلك علاقة بالحالة النفسية وتكيس المبايض؟
2007-02-12 10:04:49 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 20 عاماً، وأعاني من سقوط شعر رأسي وتقصفه الشديد وكثرة وجود القشرة به، علماً بأنه ناعمٌ، ولقد كان شعري طويلاً ولكن للأسف قد قصر جداً وخف أيضاً، مع العلم بأنني حساسة جداً، وأنا أقول بأنه من الجائز أن يكون ما بي حالة نفسية، ولكني أريد علاجاً، وهل سوف يرجع شعري مثل حالته الأولى لو كانت حالتي النفسية جيدة؟
وأعاني أيضاً من عدم انضباطٍ في الهرمونات الخاصة بالدورة الشهرية، وكنت قد أرسلت لكم على الشبكة وقلتم لي بأنها تكيس على المبايض، فهل من الممكن أن يكون له علاقة بشعري؟
أرجوكم أفيدوني لأنني حزينة جداً على شعري؛ لأنني أعلم بأن الشعر نعمة من الله ولا بد أن نحافظ عليه، وأنا لا أستطيع الذهاب إلى الأطباء لأني أُعالج من الهرمونات، وبصراحة فالمصاريف كثيرة على أهلي لأنني آخذ علاجاً شهرياً.
وسؤالي الثاني -ديني- : هل لي أجر عند ربي على مرض تكيس المبايض، وهل سيغفر الله لي ذنوبي بهذا المرض، أم أن هذا شيء عادي؟ علماً بأنني أفرح جداً لو شُككت بدبوس أو احترقت حرقاً بسيطاً عندما أقوم بالأعمال المنزلية؛ لأنني أقول بأن الله قد غفر لي ذنباً بهذه الإصابة، فهل ما أ قوله صحيح أم لا؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فلا ريب أن هذا الأمر الذي تعانين منه من حصول تساقط الشعر وتقصفه وتأثر منظره، هو أمر يحمل على الهم والحزن والقلق، وأنتِ معذورة في ذلك لا سيما وأنتِ فتاة مقبلة على الزواج -بإذن الله تعالى-، فنحن نقدر تماماً هذا الهم وهذا القلق الذين تجدينهما في نفسك، ولكن لا بد من الانتباه انتباهاً حسناً قوياً إلى أن الحالة النفسية التي لديك، والتي قد يكون مرجعها إلى هموم سابقة ومشاكل تعانين منها هي السبب في هذا الأثر الذي أصاب شعرك خاصة وأنك أشرتِ إلى أنك تشعرين بأن حالتك النفسية كان لها الأثر في ذلك، ولا ريب أن للحالة النفسية تأثير عظيم على النواحي البدنية في الإنسان، فإن كثيراً من الأمراض قد تصيب الإنسان نتيجة الحالة النفسية.
كما أن الوضع النفسي له تأثير بالغ في سرعة الخروج من المرض وتحسن الحالة، ولذلك كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعالج المريض بشد نفسه وتقوية عزيمته، وهذا ثابت عنه صلى الله عليه وسلم في مواضع من كلامه وأفعاله الكريمة الشريفة، لا سيما وأنك أشرت إلى اضطراب في الدورة الشهرية، ومن المعلوم أن للحالة النفسية تأثير بالغ في ذلك، فنود منك اتباع هذه الخطوات السهلة الميسورة والتي نأمل من الله تعالى أن تجدي على أثرها التحسن السريع العاجل:
1- الاستعانة بالله تعالى والتوكل عليه، فإنه لا شفاء لك من أي قلق أو هم أو ضيق نفسي إلا بحسن توجهك إليه: {ومن يتوكل على الله فهو حسبه}.
2- الحرص على تقوية العلاقة بالله تعالى، فالمطلوب هاهنا إحسان العلاقة بالله -جل وعلا-، بحيث تكونين أكثر رعاية للخشوع في الصلاة، وأكثر استحضاراً لمعاني الذكر والتلاوة، ومحافظة على حدود الله وطاعته قدر استطاعتك، والظن بك أنك قائمة بذلك -إن شاء الله-، والمراد هو التحسين من هذه العلاقة بالله -جل وعلا- حتى تصلي إلى انشراح الصدر والأُنس بذكر الله والراحة والطمأنينة لقضائه والتسليم الكامل لحكمه، فهذا هو أساس الدواء وأصل الشفاء، فتدبري هذا الكلام وهذا المعنى فإنه شريف عزيز.
3- الحرص على تهدئة النفس وعدم الانفعال الزائد، وتجنب أسباب الانفعال خاصة في هذه المرحلة.
4- التنبه لعدم الاسترسال مع الخواطر والأفكار المقلقة بحيث إذا شعرت بهجمة هذه الأفكار عليك فتشاغلي عن ذلك بالدعاء والذكر والتسبيح، وما أحسن أن تقومي فتصلي ركعتين لله تعالى وتلجأي إليه مستغيثة (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين)، فبذلك تقطعين أصل البلاء الذي إنما يتسلط عليك من جهة الاسترسال في هذه الأفكار.
5- العناية بالترويح عن نفسك وإجمامها وذلك بالتسلية المباحة والنزهة البريئة والرفقة المسلية مع من تحبين من الأخوات الصديقات، ويدخل في هذا أيضاً تناول الأطعمة التي تميل إليها نفسك، والتعطر الذي يطيب خاطرك، وارتداء الملابس التي تبهج قلبك، فكل هذا قد أشار إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- في مواضع من كلامه وهديه الشريف.
6- الحرص على الصحبة الصالحة التي تعينك على طاعة الله وتخفف عنك العناء فإن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً.
وأما عن سؤالك عن مرض تكيس المبياض وهل أنت مأجورة عليه وأنه سيكون كفارة للذنوب فالجواب على ذلك تولاه خاتم المرسلين نبيك وحبيبك صلى الله عليه وسلم حيث يقول: (ما يصيب المسلم من نصب – أي تعب – ولا وصب – أي مرض – ولا هم ولا حزنٍ ولا أذىً ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه)، متفق على صحته.
فأبشري إذن واسألي الله العافية والسلامة، وتصبري فقد قال صلى الله عليه وسلم: (ومن يتصبر يصبره الله)، وأنت في نعمة والحمد لله فاحمدي الله عليها، واستبشري بفرج الله وقرب رحمته.
ونسأل الله لك التوفيق والسداد والعفو والعافية والسلامة من كل سوء وأن يرزقك الزوج الصالح.
وبالله التوفيق.
-------------------------------------
انتهت إجابة المستشار الشرعي الشيخ / أحمد الهنداوي، وتليها إجابة الدكتور / أحمد حازم استشاري الأمراض الجلدية، حيث أجاب قائلاً:
إن شكواك متعددة الأسباب ومتعددة الأعراض، وأظن أن تلخيصها في العناوين التالية:
أولا: تساقط الشعر وقلة كثافته.
ثانيا: تقصف الشعر.
ثالثا: القشرة في الشعر.
ونجيب عن هذه النقاط بالتسلسل السابق:
أولاً: فإن وجود تكيس المبايض يتماشى مع سقوط الشعر وقلة كثافته، وبعلاج تكيس المبايض تتحسن حالة الشعر بشكلٍ واضح -إن شاء الله-، أو على الأقل يتوقف تطور الحالة، ولا مانع من مراجعة الاستشارة رقم: المتعلقة بسقوط الشعر.
وللعلاج عليك باتباع التالي:
1- راجعي الأسباب المحتملة لسقوط الشعر وقومي باللازم من وقايةٍ وعلاج.
2- هنالك بعض المستحضرات مثل مركبات البيبانثين و (A29) والتي تدهن موضعيا مع الدلك، فهي تساعد على استرجاع ما يمكن من الشعر الساقط، ومنها ما هو على شكل حقن (البيبانثين)، أو كبسولات (A29).
3- في الحالات الخفيفة يُنصح بتدليك جلدة الرأس (الفروة) عدة دقائق يومياً إما بالماء أو بدونه ومن غير دواء مما يؤدي إلى تنشيط الشعر والفروة والدورة الدموية والحصول على النتيجة المطلوبة.
ثانياً: من العوامل المؤذية والمؤدية إلى تقصف الشعر:
1- استعمال مجفف الشعر بقسوة وقريباً من الشعر.
2- عملية تمليس الشعر بالحرارة أو بالمواد الكيمياوية.
3- تعريض الشعر بشكل شديد ومديد لأشعة الشمس.
4- استعمال الشامبو المنظف القوي، أو الاستعمال المتكرر للشامبو دون توافق نوع الشعر مع الشامبو.
5- شدّ الشعر الشديد من خلال الموديلات التي يلجأ إليها أصحاب الشعر المتجعد لفرده وجعله يبدو أملساً.
فإن كانت هذه هي الأسباب فالإقلاع عنها نهائياً يُنقذ ما بقي، ويمنح فرصة للشعر الجديد بالنمو الطبيعي.
كما أن فقر الدم ونقص تناول الحديد ونقص تناول الفيتامينات -كما في برامج الحمية الغذائية الصارمة- قد يزيد من سقوط الشعر أو يؤدي إلى تقصفه.
وكذلك فإن سوء التغذية وخاصة عدم تناول البروتين بشكل يومي كافٍ يضاف إلى العوامل والأسباب المخربة للشعر.
وهنالك بعض المستحضرات مثل مركبات البيبانثين والتي تدهن موضعياً على شكل كريم مع الدلك تساعد على استعادة بعض حيوية الشعر المفقودة، كما وأن تدليك جلدة الرأس (الفروة) عدة دقائق يومياً إما بالماء أو بدونه ومن غير دواء مما يؤدي إلى تنشيط الشعر والفروة والدورة الدموية وزيادة حيوية الشعر كما ذكرنا في سقوط الشعر.
ثالثاً: وأما القشرة فقد تكون ناتجة عن التهاب الجلد الدهني، وإما صدفية.
فإن كانت القشرة ناتجة عن التهاب الجلد الدهني فسببها بعض أنواع من الميكروبات التي تحرض الغدد الدهنية على الإفراز، وتتراكم المفرزات فتصبح جافة ناعمة تُسمى القشرة، أو تؤدي إلى إحداث حالة هياج وتحسس للجلد الذي تلامسه مما يؤدي إلى إفرازات دهنية لزجة ووسوف شبه ملتصقة دهنية، كما وقد يظهر بقعا مماثلة على الحاجبين أو الثلم على جانب الأنف أو منتصف الصدر.
والعلاج المثالي في هذه الحالة هو شامبو إيتوكونازول (نيزورال)، ويستعمل مرتين أسبوعياً لمدة شهر، ثم مرة أسبوعياً لمدة شهر، ثم مرة كل أسبوعين لمدة شهر، ثم مرة عند اللزوم، ويفضل البعض استمرار الغسل لمدة 10 دقائق حتى يبدأ التأثير المبيد لهذه الميكروبات، ولا مانع من غسل الشعر يومياً بغيره أو قبله.
كما يفضل تناول مجموعة فيتامين (ب) أيضاً.
وإن كانت القشرة ناتجة عن الصدفية، وهي تشبه التهاب الجلد الدهني ولكن تكون ذات حواف واضحة، وليست بالضرورة أن تكون شاملة لكل جلدة الرأس، والوسوف فيها جافة والحكة أقل والاستجابة للعلاج أبطأ، وغالباً ما يكون هناك بقعاً صدفية على أجزاء أخرى من البدن كالركبتين والمرفقين.
وعلاج هذه الحالة يكون باستعمال مستحضرات الفيتامين (د 3) السائلة (ديفونكس)، أو الكورتيزونات الموضعية مع الغسل بالشامبو الخاص (تحت الإشراف الطبي)، وأحياناً بالأشعة فوق البنفسجية، ولذلك مشط كهربائي خاص يسمى (بسوراواند).
وبشكلٍ عام فإنه عند وجود القشرة يجب تجنب الحكة التي قد تؤدي إلى التهاب الأجربة الشعرية على الرأس، والتي ذكرناها وعلاجها في إجابات سابقة.
وبالله التوفيق.