كيفية التخلص من العصبية والشدة في التعامل مع الوالدة
2007-04-18 09:06:01 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة متدينة ولله الحمد، ولي أمٌّ أحبها كثيراً وأحترمها، ولكن مشكلتي أني دائماً أتعصب عليها ولا أكلمها برفق، بل دائماً يعلو صوتي عليها ولا أتكلم معها إلا بنبرة حادةٍ وعصبية، وأقسم بالله العظيم أني لا أقصد ذلك مطلقاً، بل إني أجد نفسي أتصرف هكذا دون وعي مني، فأستغفر الله العظيم وأندم علي ذلك كثيراً، وفي كلِّ مرة أحاول فيها تصحيح خطئي وأعزم على ألا أُعيد هذا الصنيع، ولكني أجد نفسي مجدداً أقوم بذلك، مع العلم بأني هادئة الطباع ولا أتصرف هكذا مع الآخرين، حتى إني هادئة جداً مع أبي ولا أغضب إذا كلمني، ولكن أصبحت هذه مشكلتي مع أمي فقط، وأنا أخاف الله كثيراً وأحب أمي وأريد أن أكون بارةً بها.
أرجو منكم إرشادي إلى الحل السليم، وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ Imen حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
فلستُ أدري إن كانت أمك تغضب من ذلك أم لا؟ وأرجو أن تجتهدي في إرضائها فإن قلب الوالدة طيب وحنون، وهي تقبل الاعتذار مهما كان الخطأ الذي نقع فيه، وربما كانت الوالدة تبالغ في تدليلك في الصغر فتعودت على الجرأة عليها، وربما كانت الوالدة تضع أمامك بعض القيود في الصداقات والتصرف، فإن مثل هذه الأشياء قد تترك آثاراً على الفتاة، ولكننا ندعوك وكافة الفتيات إلى اصطحاب المعاني الجميلة التي تغطي قلوب الأمهات، فليس في الدنيا من هو أكثر شفقة على الفتاة من أمها التي ربما ظنت أنها لا تزال صغيرة فتفرض عليها الوصاية والحماية، وقد تخاف عليها من الذبابة وتخشى على خدها من عدوان النسيم، وهذا ما يجعل بعض البنات تتضايق من الأم، والصواب أن نلتمس لهن الأعذار ونتذكر أننا جزء من الأمهات.
وأرجو أن تزيدي من جرعات البر والإحسان للوالدة، وقبِّلي رأسها ويديها، ولا مانع من تقبيل رجليها كما قال الشيخ العثيمين عليه رحمة رب العالمين.
مع ضرورة أن تحاولي التخلص من تلك العصبية والشدة في التعامل مع الوالدة، واستغفري ربك إذا رفعت الصوت عليها، واجتهدي في إرضائها، واطلبي منها الدعاء فإن دعوتها أقرب للإجابة، واعلمي أن القسوة على الأم هي قسوةٌ على أحب الناس، وتعوذي بالله من الشيطان، واصطحبي معاني الخير وسلوك أهل الإيمان.
وهذه وصيتي لكِ بتقوى الله، ومرحباً بكِ في موقعك، ونشكر لك هذه المشاعر الطيبة، وهنيئاً لكِ بنفسك التي لامتك على التقصير، فارفعي أكف الضراعة للقدير؛ فإنه الهادي لأحسن الأخلاق وهو واهب الخير الكثير.
ونسأل الله لك الصواب والسداد.
وبالله التوفيق.