كيفية التعامل مع مريض الزهايمر ونسبة الوراثة فيه
2007-05-13 10:54:43 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أتكلم هنا عن والدتي التي جاوزت الثمانين عاماً، وأصبحت لا تتذكر الحاضر، خاصة بعد خمس دقائق تنسى ما حصل أو قالت أو ما فعلت! ولكن الماضي تتذكره بشكل جيد!
لكن المشكلة كيف نتعامل معها وبأي طريقة؟
إنها دائماً تعتبر بأن أخي هو زوجها! وأخي هو متزوج ويسكن في بيت آخر، ولكن عندما تراه أو تذكره بأنه زوجها ونقول لها بأن والدنا توفي قبل عشرين عاماً ولا تقتنع، فماذا نفعل وكيف نقنعها؟
والسؤال الثاني: هل هذا المرض وراثي؟ وماذا يفعل الشخص حتى لا يصيبه هذا المرض المعروف بالزهايمر؟
وشكراً لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليلى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
بالطبع ما وصفته هو علة الزهايمر، وهذه الأعراض التي أصابت والدتك هي من صميم هذا المرض، ويعرف تماماً أن حوالي 20% من الناس فوق عمر الثمانين يصابون بهذه العلة، والتي من سماتها اضطراب الذاكرة خاصة للأحداث الحديثة، وربما يكون هنالك أيضاً شيء من الظنان، وكذلك بعض اضطراب الوجدان وربما القلق وربما بعض مشاكل المسلك البسيطة.
أولاً: أرى أن الحق عز وجل قد فتح لك باباً لتدخلي منه إلى الجنة، وذلك برعاية والدتك وبرها، وأنا على ثقة كاملة أنك سوف تقدمين لها الكثير.
لابد أن أكون صادقاً معك أن علة الزهايمر لا يوجد لها علاج حتى الآن، ونحن نعرف تماماً أن الرئيس الأمريكي الأسبق ريجان قد أصيب بهذه العلة، وهو الذي يحكم أكبر دولة في العالم أصبح في السنتين الأخيرتين لا يعرف حتى زوجته، فسبحان الله..
بالنسبة لأعراض الوالدة الذي أود أن أؤكده لك ألا تدخلوا معها في أي نوع من الجدال أو الحوار المنطقي، كونوا حياديين في أجوبتكم دون استرسال، كل ما تذكره حاولوا أن تطمئنوها، هذا مهم جدّاً، لا تناقشوها كثيراً، لا أقول يجب أن تتجاهلوها، لا .. ردوا عليها ولكن دون استرسال، واتركوا الأجوبة حيادية جدّاً؛ لأن الإصرار على مناقشتها بمنطق الحقائق يجعلها تكون أكثر إصراراً على رأيها وهذا يسبب لها القلق الكثير، هذا أولاً.
ثانياً: أرجو دائماً أن تقدموا لها أنفسكم، اجعلوها تطلع على حقائق الحياة البسيطة، قولي لها: أمي، أنا ليلى، الساعة الآن التاسعة صباحاً هذا هو الإفطار... وهكذا.
لا تسألوها عن أي شيء ولكنها تزود بالمعلومة. وجد هذا أنه يقلل كثيراً من الاضطراب، ويقلل من القلق، ولا أقول إنه يحسن الذاكرة، ولكنه ربما يساعد.
الشيء الآخر هو: لابد أن تتوقعوا أن هذا المرض يتدهور معه الإنسان في الذاكرة، حتى ذاكرة الأشياء البعيدة ربما تختلط وتذهب، ربما تكون هنالك أفكار ظنانية واتهامات فأرجو تحمل ذلك، وهذه الأعراض وإن ظهرت يمكن مساعدة هذه الحالات بأن تعطى جرعة بسيطة من الدواء الذي يعرف باسم ( هلوبريدول Haloperidol )، والجرعة هي نصف مليجرام صباحاً ومساءً.
هنالك أدوية يقال أنها ربما تحسن من الذاكرة ولكن لا أرى أن تكلفتها الباهظة تبرر ما يحدث منها من فوائد بسيطة جدّاً أو ربما لا تحدث، وعموماً هنالك ثلاثة أدوية: الدواء الأول يعرف باسم ( آرسبت Aricept )، والدواء الآخر يعرف باسم
( ريمانيل Reminul ) والثالث يعرف باسم ( إبيكسيا Epixia )..
أرجو ألا تزعجي نفسك وتبحثي عن هذه الأدوية، قومي بمحاولات بسيطة إذا كانت متوفرة وكانت لها هنالك إمكانيات يمكن أن يجرب الـ Aricept أو الـ Reminul لمدة أربعة أشهر، وإذا لم يحدث التحسن أرجو أن يوقف الدواء، وإذا لم يتم الحصول عليه أرجو ألا تنزعجي لذلك، هذا مجرد شيء وددت أن أذكره.
بالنسبة هل هذا المرض ( الزهايمر ) هو مرض وراثي أم لا؟
والجواب: النوع الوراثي من هذا المرض هو قليل جدّاً، ودائماً يحدث قبل الأربعين، أما الذي يحدث بعد سن الستين فهو ليس وراثيّاً، فأرجو ألا تنزعجي، هنالك ميول بالطبع أن يكثر هذا المرض وسط النساء.
أرجو أن أؤكد لك أن هنالك أبحاث كثيرة فيما يخص متلازمة الزهيمر، وهنالك أدوية كثيرة تحت التجربة ولكن لا شك أنه شيء من أرذل العمر الذي أخبر الله عنه في كتابه: (( وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا ))[النحل:70].
أسأل الله لها الشفاء والعافية، وعليك الحرص ببرها، فهذا باب إن شاء الله من أبواب الخير قد فتح لك.
وبالله التوفيق.