أدوية فعالة وآمنة لمعاجلة الاكتئاب
2007-05-18 13:02:20 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم وحمة الله وبركاته.
وضع الدكتور لزوجتي بجانب الزيروكسات حبة واحدة (20 مجم)، وبجانبه نصف حبة لروميرون وضعها على دواء يقول أنه جديد اسمه ليريكا Lyrica 75 mg مرتين يومياً صباحاً ومساء، فهل من معلومات عن هذا الدواء وعن آثاره الجانبية؟ إذ أن زوجتي تشعر بثقل في رجليها بحيث أنها تجد صعوبة في القيام عندما تكون جالسة وفي جسمها عموماً، وتشعر بالنرفزة والعصبية والملل والطفش، وكوابيس وعدم الرغبة الجنسية إذ أن زوجتي تعاني من اكتئاب مزمن نوعاً ما بسبب شخصيتها ومشاكل عائلية.
والمشكلة الأخرى يا دكتور أن وزنها يزيد يوماً بعد يوم إذ أن طولها 175 سم ووزنها حالياً 95 كجم، وهي متضايقة من هذا الشيء، وتأخذ حبوب منع حمل Gracial أيضاً يا دكتور فيما لو قررنا وإياها الحمل فهل يجب عليها أن تقلع عن هذه الأدوية النفسية حفاظاً على حملها؟ وهل هناك ما تنصحنا به يا دكتور أو نغير الأدوية التي تأخذها؟
جزاكم الله خيراً على ما تقدمونه من خدمة رائعة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هذا الدواء (لاريكا) حقيقة ليس معروفاً بالنسبة لدي، وهذا ربما يكون اسماً تجاريّاً، وأرجو أن تزودني بالاسم العلمي لهذا الدواء وسوف أفيدك تماماً بكل المعلومات المطلوبة.
أما بالنسبة للاكتئاب عموماً والعصبية والملل والطفش، وأنا لا أعرف إذا كان هذا الدواء الجديد قد ساهم في ذلك أم لا، ولكن فيما أرى أن الطبيب لا يمكن أن يصف لها دواءً إلا إذا رأى أنه يحمل فائدة بالنسبة لها، علماً بأن هنالك بعض الأدوية في بدايتها ربما تؤدي إلى آثار عكسية نسبية، وهذا بالطبع بالصبر والاستمرار في الدواء سوف يستطيع الإنسان أن يتخطى هذه المرحلة.
دائماً يجب أن نركز ونعطي اهتماماً كبيراً جدّاً للعلاجات غير الدوائية في الاكتئاب، ونحن لا نقلل من قيمة الدواء وهو ضروري جدّاً لعلاج الاكتئاب، ولكن لابد للإنسان أيضاً أن يسعى من أجل التأهيل النفسي، ولابد للإنسان أن يعرف أن الاكتئاب مرض يمكن علاجه ويمكن مقاومته، ويعتبر التفكير الإيجابي ضرورة أساسية فيما يخص الأسرة وفيما يخص ما قام الإنسان بإنجازه، وفيما يخص أن الإنسان قد خُلق في هذه الأمة المحمدية العظيمة، فهذا في حد ذاته أمر إيجابيّ لابد للإنسان أن يكون على وعي به ومدركاً له.
وعموماً الاكتئاب يسيطر على الإنسان في كيانه ووجدانه ويجعله دائماً سلبي التفكير، ولكن إذا قام بالنظر في حياته وحاول أن يقيم ويعادل ويوازن ما هو إيجابي وسلبي سوف يجد أن الإيجابيات أكثر وأعظم في حياته، فأرجو أن تساعد زوجتك على تطبيق هذا المفهوم النفسي العلاجي السلوكي.
وبالنسبة لزيادة الوزن فبالطبع هنالك أنواع قليلة من الاكتئاب ربما تؤدي إلى زيادة الوزن، ولكن الذي أراه أن زيادة الوزن في حالتها هي ناتجة من تناول (الريمانون) وكذلك (الزيروكسات)؛ فهذه الأدوية تؤدي إلى زيادة في الوزن، وهذه الزيادة قد تكون كبيرة بالنسبة لبعض الأشخاص الذين لديهم القابلية لهذه الزيادة، ولكن يعرف أنه بعد انقضاء أربعة إلى ستة شهور من بداية العلاج يمكن لهذه الزيادة أن تتوقف، وهنا إذا اجتهد الإنسان في تنظيم أكله ومارس الرياضة واتخذ كل الإجراءات والتحوطات التي تؤدي إلى تخفيف الوزن سوف ينتج عنه إن شاء الله نتيجة إيجابية.
وفي بعض الحالات ننصح بتناول دواء يعرف باسم (توباماكس) وهو في الأصل دواء يستعمل في علاج الصرع، ولكنه أيضاً يستعمل لتحسين وتثبيت المزاج، وقد وجد أنه يؤدي إلى فقدان الشهية للطعام نسبيّاً، وهذا بالطبع سوف يؤدي إلى نقصان الوزن.
ويوجد أيضاً دواء يستعمل لعلاج الاكتئاب وهو مضاد ممتاز للعلاج الاكتئاب يعرف باسم (وليبيوترين Wellybtrin) وجرعته هي 150 مليجرام صباحاً ومساءً.
ويتميز بأنه يؤدي إلى نقصان في الوزن ويؤدي إلى تحريك الطاقات النفسية والجسدية، ولكن يعاب عليه أنه ربما لا يحسن النوم كثيراً، وهنالك إشارات أيضاً أنه في حالات نادرة ربما يؤدي إلى اضطراب في كهرباء المخ مما ينتج عنه نوبات صرعية ولكن هذا نادر الحدوث جدّاً.
إذن هذه كلها خيارات جيدة وطيبة، ولكن ليتنا نعلم شيئاً عن الدواء الذي ذكرته والذي وصفه لك الطبيب وهو (لاريكا).
بالنسبة للحمل أرى أنه ليس هنالك ما يمنع الحمل في حالة الاكتئاب، ولكن بالطبع لابد لزوجتك أن تكون تحت رقابة طبية من جانب الطبيب النفسي ومن جانب الطبيبة النسائية، والشيء الأمثل هو ألا تتناول المرأة أي أدوية في فترة تخليق الأجنة وهي 118 اليوم الأولى في الحمل، وهذا من الناحية الطبية المثالية، ولكن إذا كانت هنالك حاجة للدواء يجب أن يكون ذلك تحت الإشراف الطبي، وفي حالة الاكتئاب نحن نلجأ إلى الأدوية القديمة مثل (التفرانيل) و(التربتزول)، وهي أدوية فعّالة جدّاً، فقط يعاب عليها أنها ربما تسبب بعض الآثار الجانبية كالشعور بالجفاف في الفم، وحدوث إمساك لبعض الناس، ولكن بخلاف ذلك فهي سليمة جدّاً، كما أنها لا تؤدي إلى أي نوع من التشوهات في الأجنة بإذن الله تعالى.
وعموماً الحمل لا يُمنع ولكن هنالك ضوابط كما ذكرت لك.
نسأل الله تعالى لزوجتك الصحة والعافية.
وبالله التوفيق.