علاج الصرع الجزئي وأعراضه الجانبية
2007-05-22 08:21:42 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ابني يبلغ من العمر 3 سنوات وتسعة أشهر، أصيب بمرض الصرع قبل أربعة أشهر بصورة جزئية بالجانب الأسر، حيث يعاني من تشنج يصيب اليد اليسرى والرجل اليسرى، ويحرك فمه، ويشخص عيناه الاثنتين، ويسيل اللعاب من فمه، ويصاب بهذه التشنجات فقط أثناء النوم، وتكررت خمس مرات خلال أربعة شهور، تتراوح المدة من 3 إلى 15 دقيقة، وقد شخصه الدكتور بأنه صرع بعد عمل رسم للمخ، وصور مغناطيسية، ووصف له دواء شراب (تقراتول) شراب 5 سي سي صباحاً ومساء لمدة ثلاثة شهور، وقال ربما يستمر العلاج إلى سنتين.
بعد تناوله للدواء لم يصب بالتشنجات لمدة زادت عن شهر ونصف، ولاحظنا أنه ينعس ويميل إلى النوم بعد ساعة ونصف من تناول الدواء، فهل هذا الدواء منوم؟ وهل له آثار جانبية؟ وهل يمكن استبداله إلى حبوب بدلاً من شراب؛ لأن ابني يفضل الحبوب على الشراب؟
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرض الصرع هو من الأمراض المعروفة، ونسبته ليست قليلة كما يتصوره الناس، وعموماً بفضل الله تعالى يمكن علاج هذا المرض بنسبة 80 إلى 90% بشرط الالتزام والالتزام القاطع بتناول الدواء، وهذه حقيقة ومرتكز أساسي أود أن تلتزم به، وأرجو ألا يسبب هذا المرض الإزعاج بالنسبة لكم، فهنالك الكثير من المعتقدات الخاطئة حول هذا المرض، وهنالك من يعتبره نوعا من التلبس بالجن وخلافه، وهذا الكلام ليس حقيقيا، هذا مرض طبي يحدث لأسباب معروفة، وفي بعض الأحيان تكون الأسباب غير معروفة.
أنت الآن بحمد الله تسير على المنهج الصحيح وهو أنك قد عرضت هذا الابن على الأطباء، وقد تم تشخيص الحالة، وأنا أتفق معك تماماً مع الطبيب الذي قام بإجراء تخطيط الدماغ، وكذلك الصور المغناطيسية للتأكد من سلامة الدماغ، والدواء الذي وصفه يعتبر الدواء المثالي والأفضل بالنسبة لعلاج الصرع الجزئي، فهذه الحالة التي يعاني منها ابنك نوع من الصرع الجزئي، و(التجراتول) يعتبر هو الدواء الأفضل والأنجع بالنسبة لعلاج هذه الحالة، وهذا الدواء قد يسبب بعض النعاس أو الخمول وهذا شيء معروف، ولكنه تتلاشى هذه الآثار بالاستمرار في العلاج.
بالنسبة للاستبدال الدواء من الشراب إلى الحبوب لا بأس في ذلك، ولكن من المنطقي أن يكون الشراب هو الأسهل بالنسبة للطفل في هذا العمل، كما أن الشراب أيضاً ربما يسهل امتصاصه، ولكن الحبوب أيضاً فعّالة، وإذا أردت أن تستبدله من شراب إلى حبوب لابد أن تحسب الجرعة بصورة دقيقة، والجرعة بالنسبة لهذا الدواء هي 20 مليجراما لكل كيلوجرام من وزن الطفل؛ بمعنى أن يوزن الطفل وبعد ذلك نقوم بضرب وزن الطفل في 20 ويكون حاصل هذا الضرب يعطينا الجرعة اليومية الكلية، بمعنى أنه إذا افترض أن وزن الطفل 15 كيلو مثلاً، فتضرب 15 × 20 = 300 مليجراما في اليوم، هذه عملية حسابية بسيطة ولكنها هامة جدّاً حتى نكون قد ضمنا الجرعة الطبية بالنسبة لابننا هذا.
والتجراتول من الأفضل أن يعطى ثلاث مرات في اليوم، كل ثماني ساعات، وليس مرتين في اليوم مع احترامي للطبيب؛ لأن هذا الدواء لا يبقى في الدم أكثر من ستة إلى ثمانية ساعات، إذن الطريقة الصحيحة لتناوله هي كل ثماني ساعات، وهو دواء جيد وخالٍ من الأعراض الجانبية، قد يسبب نوعا من النوم أو النعاس في المراحل الأولى، ولكن بعد ذلك سوف يختفي هذا الأمر.
أيضاً من الضروري أن تقوم بإجراء فحص الدم الأبيض، فهذا الأمر يعتبر مهما، والقيام به مرة كل ستة أشهر؛ لأن التجراتول في حالات نادرة ربما يؤدي إلى انخفاض في مستوى الدم الأبيض، وإذا حدث ذلك فلابد من إيقافه.
أيضاً إجراء فحص وظائف الكبد يعتبر أيضاً شيئاً مطلوبا، ولكن ليس بصورة مستمرة، أي يمكن أن تفحص وظائف الكبد مرة كل ستة أشهر، وهذا من قبيل التأكد فأرجو ألا تنزعج لذلك.
ومدة العلاج لهذا لا تقل عن سنتين إلى ثلاثة سنوات في حالة عدم حدوث أي نوبات، فهذه حقيقة مهمة جدّاً، وعليه أرجو ألا تنزعج للمدة مطلقاً، أنا من أنصار الثلاث سنوات حقيقة؛ لأن نسبة الانتكاسات تقل جدّاً في من يكملون مدة الثلاث سنوات.
توجد أدوية أخرى كثيرة جدّاً مثل (التوباماكس) ومثل (الدباكين)، ولكن التجراتول يعتبر هو الدواء الأفضل وهذه بداية صحيحة، أسأل الله تعالى الشفاء والعافية لهذا الابن.
وبالله التوفيق.