كيفية تعامل الفتاة مع المشكلات والصعاب التي تواجهها جراء لبس الحجاب
2007-07-12 15:37:07 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة من الله علي بارتداء الحجاب الشرعي ولبس النقاب، ولكن تلقيت من بعض - وليس كل- أفراد أسرتي العتاب على هذا، ولم أرَ تشجيعاً ... وقالوا: إن هذا القرار سابق لأوانه، وأني سوف أخلعه في المستقبل رغم أني أنا من طلبت ذلك برغبتي الشديدة.
أحسست بالإحباط من كلامهم وعتابهم لي ليل نهار، إضافة إلى السخريات في البيت بأني الأخت المنتقبة، فما رأيكم؟ وأرجو أن ترشدوني كيف أتعامل فيما بعد مع الصعاب التي ستواجهني من النقاب خصوصاً في المدرسة؟
ولكم جزيل الشكر والتقدير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ساجية حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإن الله سبحانه يقول: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) [العنكبوت:1-3] والمؤمنة تبتلى على قدر إيمانها، وقل أن يجد الإنسان من يعينه على الخير والالتزام، فطريق الجنة محفوف بالأشواك، ولا بد دون الشهد من إبر النحل، فاتق الله واصبري وأبشري، ومرحباً بك في موقعك بين آباء وإخوان يحبون لك الخير، ويسعدون بحرصك على كمال التستر والحشمة.
أرجو أن تعلم أن هذه عقبات في بداية الطريق ولكنها ستنتهي مع مرور الأيام، وغداً ستجدين من بنات أهلك من تتشبه وتسير على دربك، بل وقد تكون في موازين حسناتك، فلا تلتفتي لتعليقاتهم، واعلمي أن رضا الناس غاية لا تدرك، وأن المطلوب هو رضا الله، وإذا رضي الله عن الإنسان أرضى عنه الناس.
لذلك حرص العقلاء من الرجال والنساء على أن يجعلوا غايتهم رضوان الله وإن سخط الناس، فلما صبروا وصمدوا ألقى الله لهم القبول في الأرض، وأعقبهم محبة الناس واحترامهم، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا)[مريم:96] وكيف لا يحتمل السخرية والأذى من الناس وقد أوذي من قبلنا رسل الله الكرام.
أنت المنتقبة وحق لك أن تفخري بذلك، وهل في ذلك سباب أم هو فقر واعتذار، وقد ذكرني هذا بمن أراد أن يسب عبد الله بن الزبير فقال له " يا ابن ذات النطاقين " فكان في ذلك السب شرفٌ وأي شرف وأعظم بذات النطاقين من قدوة للصالحات في كل زمان ومكان.
هذه وصيتي لك بتقوى الله، وأرجو أن لا يزيدك كلامهم إلا ثباتاً، وقد أسعدني قولك " بعضهم " وغداً سيبصبح الجميع من المؤيدين لك الفخورين بك، ووالله الذي لا إله إلا هو إن الحجاب الكامل فخرٌ للفتاة ولنا جميعاً.
ونسأل الله لك السداد والثبات حتى الممات.
وبالله التوفيق.