الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد أسعدني قولك (أحب الوضوح والصراحة)، فإن هذا هو الحق والخير؛ لأن العلاقة الزوجية لا تقوم على مجرد الإعجاب العابر ولا على التعلق الفاتر الذي يختفي ويظهر أحياناً على استحياء، والإسلام لا يقبل بمشاعر تنمو في الظلام؛ لأنها لا تحقق الأمن والطمأنينة والسلام، فلا تتعلقي بالسراب، واعلمي أن صدق الرجل يكون بطرقه للأبواب وسيره على نهج السنة وأحكام الكتاب، وتظهر جديته في الوضوح والإقدام.
والإسلام يريد للفتاة المسلمة أن تكون مطلوبة عزيزة غالية، لا طالبة ذليلة، وقد أعجبني تمنعك وانشغالك عنه، وأزعجني تفكيرك فيه، فأشغلي نفسك بالمفيد، واعلمي أن طاعتك لله عيد، وسوف يأتيك ما قدره لك رب الإماء والعبيد، ومن يرضى بتقدير الله فهو الموفق السعيد، وتذكري أن الكون ملك لله ولن يحدث فيه إلا ما يريد.
وأرجو أن تتجنبي رد الخطّاب فإن صدق رغبتهم هو الذي دفعهم لطرق الأبواب، واعلمي أن كثرة الرفض تخيف الشباب، واعلمي أنك لم تعرفي من الشاب سوى القشور وغاب عنك اللباب، فلا تتذكري من اختار الابتعاد، ولم يتكلم بكلمة تدل على أنه رجل جاد.
فلا تتعلقي بمن تركك، وعمري قلبك بحب الذي خلقك فسواك وعدلك، وتوجهي إلى الله بحاجتك واسأليه أن يأتي به إن كان في ذلك خير لك، وأن يصرفه عنك إذا لم يكن فيه خير لك، ولا تظلمي من يطرقوا الأبواب، فإنك لم تتعرفي على حقيقتهم وانظري دينهم وأخلاقهم قبل درهمهم وهندامهم.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله وبشرى لمن عمرت حياتها بطاعة الله، ومرحباً بك في موقعك مع آبائك وإخوانك في الله، وقد شعرت أنك عاقلة فقدمي عقلك على العاطفة، واسألي ربك الهداية والعافية.
وأما موضوع الاكتئاب فننصحك بالاطلاع على الاستشارات التالية (
237889،
241190،
257425،
262031) ففيها علاج ذلك بإذن الله.
نسأل الله أن يقدر لك الخير والعيشة الهانئة.
وبالله التوفيق.