كيفية التعامل مع تثاقل الفتى عن الصلاة وفرض رأيه واهتمامه بألعاب النت
2007-09-05 09:34:00 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
لدي ابن في الحادية عشرة والنصف من عمره، وأرى أنه صار يريد فرض رأيه وفعل ما يريده هو، حتى في الصلاة يعذبني قليلاً وأراه يتثاقل عنها، وفي بعض المرات لا يحسن الوضوء، مع أنه بدأ يصلي وعمره سبع سنوات، كما أنه زاد اهتمامه بالتلفزيون والألعاب على الإنترنت والبلايستيشن، ولا يبالي بمعاقبتي له أو تهديدي له، كما أنه يميل كثيراً إلى الألعاب التي فيها الضرب والعنف، وقد أثر ذلك على أسلوبه في معاملته مع أختيه، فما نصيحتكم لي؟!
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سونيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن هذه المرحلة تحتاج إلى مزيد من العناية والاهتمام، وأرجو أن تدركوا طبيعة المرحلة، فقد يكون هذا الطفل يتمرد على الطفولة وضعفها، فلا تهينوه ولا تضربوه ولكن حاوروه وشجعوه وأشعروه بحاجتكم إلى خدماته، وأظهروا الفرح والابتهاج لإنجازاته، وحاولوا صرفه عن أصدقاء السوء بالحكمة، وأرجو أن يصحبه والده إلى الأماكن الطيبة، واشغلوه عن أفلام العنف بإيجاد البدائل المناسبة.
وأرجو أن يُراعى من أخواته طبيعة المرحلة، وأن الأوضاع سوف تتغير، وتجنبوا إهانته ولا تقفوا مع أخواته ضده، واطلبوا منهن احترامه واطلبوا منه الشفقة عليهن والرحمة بهن، ولا تظهروا عجزكم أمامه، ولا تعاقبوه إلا إذا اضطررتم، وأرجو أن يكون ذلك -إن حصل- بعيداً عن أخواته وزملائه ومن يحب من أهله، وعليكم بالإكثار من الدعاء له، ولا تحرموه من كلمات التشجيع، وركزوا على إيجابياته قبل أن تنبهوه على السلبيات، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عمر الشاب: (نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل)، وقد ترك هذا الكلام آثاراً طيبة على نفس ابن عمر، فكان بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلاً، وابتعدوا عن التوبيخ والإهانة فإنها تحطم ثقة الشاب في نفسه وفي قدراته.
وأرجو عدم إظهار الانزعاج، وكونوا على ثقة بأنه سوف يعود إلى صوابه طالما كان يصلي منذ سن السابعة، مع ضرورة أن تكونوا لطيفين عند إيقاظه للصلاة، واعلموا أن ميله إلى استعراض القوة أيضاً جزء من طبيعة هذه المرحلة، ومن المهم توجيه طاقاته وقدراته إلى الجوانب المفيدة.
وهذه وصيتي لكم بتقوى الله ثم بضرورة أن تكونوا قدوة صالحة له، فإن أبناءنا يتأثرون بنا، كما أرجو عمارة البيت بالذكر والتلاوة والصلاة، فإننا إذا أصلحنا ما بيننا وبين الله أصلح الله لنا ما بيننا وبين أولادنا والناس، وما صلحت البيوت بمثل طاعتنا لصاحب العظمة والجبروت.
وقد أسعدني هذا السؤال الذي يدل على وعي واهتمام، ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.
ويالله التوفيق.