الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Aya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن ما تُعانين منه يُسمى باللغة الطبية الشعرانية، وهذا يعني نمو الشعر في المواضع غير المرغوب فيها عند الإناث، مثل النمو على الوجه وموضع اللحية والشارب، وهذه الظاهرة تتفاوت في شدتها من حالة لأخرى، وذلك حسب الأسباب، وقد ناقشنا الشعرانية في استشارات سابقة عديدة كل واحدة تركز على نقطة؛ ولذلك ننصح بمراجعة الاستشارات التالية:
فالاستشارة رقم (
267214) التحاليل المطلوبة وتفاصيل أخرى
و (
256977) عن التشقير، و(
252554) عن Diane أو الحبوب الهرمونية.
ولكن نورد أدناه نسخة من الاستشارة رقم (
254423) مع شيء من التصرف ليناسب السؤال:
إننا ولمراجعة موضوع الشعرانية نذكّر بما يلي من الأسباب والنقاط الهامة:
1- هناك بعض الأدوية الموضعية أو عن طريق الفم التي قد تسبب الشعرانية، وفي حال غياب قصة الأدوية فيجب الابتداء بتحليل الهرمونات، ومعرفة مستواها في الدم، وعلاج الخلل الموجود حال العثور عليه، كما يجب إجراء تصوير بالأمواج فوق الصوتية للبطن، وخاصة المبيضين لنفي أي احتمال للمبيضات متعددة الكيسات، التي قد تكون هي سبب هذه التظاهرات من الشعرانية.
علماً أن المشكلة الهرمونية قد لا تكون ظاهرة ابتداء أو تكون صغيرة لحد لا يمكن الكشف عنه؛ ولذلك ينصح بإعادة التحليل بعد عدة دورات شهرية ومقارنة النتائج والمتابعة مع طبيب أمراض غدد أو طبيب أمراض نساء حال وجد أي اختلاف لا قدر الله.
2- هل هناك أي اضطرابات في الدورة الشهرية سواء بالتوقيت أو المدة أو الشدة؟ (بالطبع وجود اضطرابات يرشح ويرجح السبب الهرموني ) كما أن هناك مظاهر أخرى للاضطرابات الهرمونية مثل البدانة غير المفسرة وحب الشباب، وتساقط الأشعار.
3- إن كنت متزوجة هل تم حمل وولادة طبيعية (علامة إيجابية جيدة على أن الهرمونات طبيعية )؟
4- هل الشعرانية متعلقة بحادث طارئ معروف ومتميز هرمونيا أم لا؟
5- هل بقية أخواتك الإناث كان عندهن أعراض أو أشياء مماثلة؟ وكيف استمر واستقر حالهن بعد ذلك؟ (لأنه يوجد زيادة الشعر ذات توزع عائلي).
6- إن وجد أي نتائج غير طبيعية في الهرمونات أو التصوير فالمسألة تحتاج مراجعة طبيب الغدد الصماء فهذه الشكوى من اختصاصه.
مشكلة الشعر في منطقة الشارب والذقن يمكن تخفيفها عن طريق الماء الأكسجيني الذي يؤدي إلى اشقرار الشعر، وبالتالي لا يعود واضحاً كالشعر الأسود الخشن، والأفضل هو إزالة الشعر بالليزر، والانتهاء من المشكلة بشكل نهائي، ويجب اختيار الطبيب ذي السمعة الحسنة، والخبرة المشهود له بها، وقد تحتاج إزالة الشعر بالليزر إلى المتابعة، وغالباً أكثر من جلسة.
وأخيراً: فإنه بعد تحري الأسباب وعلاجها نبدأ بالعلاج والذي يتسلسل من البسيط كالحلاقة أو الحلاوة على اختلاف المواد المستعملة، أو التشقير بالماء الأكسجيني، أو التخثير الكهربائي، أو الليزر، وهو أغلاها وأكثرها فاعلية، ولكن تحتاج عدة جلسات، ويجب أن يتم بأيدي خبيرة وثقة؛ وذلك للوصول إلى النتائج الصحيحة الموثوقة، بعيداً عن الاستغلال، وبالطبع يجب اختيار المواضع الهامة كالوجه، ووضع كل شيء في الحساب والميزان، ولا يفوتنا علاج الأسباب وتحريها قبل البدء بالعلاج على اختلاف أشكاله.
كما نشير إلى أن إزالة الشعر بالليزر هي مجدية حتى بوجود الأسباب الهرمونية، وإن علاج الهرمونات ينصح به لأنه ظاهرة فيزيولوجية شاذة، وليس فقط لأنها مثيرة لنمو الشعر غير الطبيعي.
ختاماً: نؤكد على ضرورة تحري الأسباب وعلاجها، ونؤكد على أن العلاج بالليزر هو حل نهائي ولكنه مكلف ولا يصحح الخلل الهرموني لو كان موجوداً.
وبالله التوفيق.