الأحق بالبر من الأم الوالدة والأم المربية
2007-12-12 10:32:53 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تربينا جميعاً نحن الإخوة على يد عمتي، وكان إخوتي ينادونها بالأم ولنا أب وأم، فأنا حين ولدت كنت آخر العنقود ومدللة جداً، واحتضنتني هذه العمة أخت أبي، حينها كنت طفلة بشهور وقامت على تربيتي مثل إخوتي، ولكن أنا أكثر بكثير منهم، وبصراحة أحبها جداً أكثر من أمي الحقيقية، وحتى عندما أنادي أمي الحقيقية أناديها باسمها وهي لا تغضب مني ولا تزعل وتقول فعلاً عمتك هي أمك وأريدك أن تكون أمك فعلاً! مع العلم بأنها لم تتزوج وقامت بتربينا جميعاً وأنا والكل في البيت يحترمها ويأخذ بكلامها حتى أمي وأبي يكنون لها الحب والاحترام.
أما علاقتي بأمي وأبي فعادية، لا أحقد عليهم ولا أكرههم لكني لا أحبهم أكثر من أمي التي ربتني وسهرت الليالي من أجلي، ولكني أحياناً أقسو عليهم بكلامي، فهل يحاسبنا الله على ذلك وعلى أي أم أحاسب: التي ربتني وتحملت الكثير من أجلي حتى تحصلت على درجة البكالوريوس وتوظفت أم التي ولدتني مع أخواتي؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك لك في والديك وأمك الفاضلة التي ربتك، وأن يرزقك البر بهم جميعاً والإحسان إليهم والرحمة بهم.
بخصوص ما ورد برسالتك، فأرى أنك ولله الحمد إنسانة محظوظة، فالناس جميعاً لهم أمٌ واحدة، أما أنت فلقد رزقك الله بأمين في وقت واحد وزمان واحد وهذه نعمة عظيمة أكرمك الله بها حيث وسع أمامك دائرة الرحمة وفرصة البر والإحسان والعطف والحنان حتى تدخلي الجنة من أوسع أبوابها إن شاء الله فكونك تحسنين إلى أمك الأصلية وتعاملينها بالمعروف وتعطينها حقها الشرعي من البر والرحمة، هذا باب من أبواب البر ثم كونك تفعلين نفس الشيء مع أمك التي ربتك هذا باب آخر من أبواب البر ومدخل جديد من مداخل الجنة، فالواجب عليك أن تستغلي هذه الفرصة الذهبية وتحسني إليهما معاً، وتجتهدي في برهما وكسب رضاهما؛ لأنها فرصة لا تعوض بالنسبة لك.
أما ما يحدث منك أحياناً على أمك الأصلية فما دامت لا تنكره ولا تزعل منه فهذا أمر يعفو الله عنه إن شاء الله، إلا أن الأفضل معاملتها مثل عمتك ومناداتها بصيغة الأمومة؛ لأن هذا حقها ولو لم تربيك أو تتعب في ذلك، افرضي أن إنساناً ماتت أمه وهي تلده ثم ربته أخرى وأحسنت إليه غاية الإحسان ألا تكون الأم التي ماتت ولم تربه هي سبب وجوده في هذه الحياة؟
إذن: أوصيك بالاجتهاد في إحسان معاملة والديك وإعطائهما حقهما الشرعي من الاحترام والتقدير والدعاء وإدخال السرور عليهما والوقوف معهما قدر استطاعتك حتى لا تحرمي هذه السبل الرائعة التي أكرمك الله بها وتدخلين الجنة برضا ثلاثة بدلاً من اثنين وكما ذكرت هي حقاً والله فرصة نادرة ولكن بشرط إرضاء الجميع.
أنا واثق من أنك قادرة على استغلال هذه الفرصة النادرة التي ستجنين ثمارها في الدنيا والآخرة.
والله الموفق.