الحب من طرف واحد وامتهان المرأة نفسها
2007-12-18 14:19:11 | إسلام ويب
السؤال:
أحببت شاباً وهو أكبر مني بسنة، وأمه تعرف كل شيء عنا، وهي موافقة على أن يخطبني؛ لكن المشكلة أن أهلي لا يعرفون، وأنا أخاف منهم، وأمه قالت لي: إنها ستخبر أبي، لكني رفضت وأنا خائفة، فمرة أحس بأنه يحبني ويخاف علي، ومرة أحس أنه لا يحبني، وأنا أريد التأكد من حبه لي.
أرجو المساعدة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنك مثل ابنتي وأختي؛ ولذلك فأنا لا أرضى لك هذه البداية وهذه (الخفَّة) ومعذرة على الكلمة؛ فإن الأب قد يقسو في كلامه لكنه لا يتهم؛ لأنه حريص على مصلحة فتاته، واعلمي أن معرفة أم الشاب لا تفيدنا كثيراً؛ لأن المهم هو معرفة أهل الفتاة وموافقتهم، وأرجو أن تعلم كل فتاة أن الرجل يحترم الفتاة التي يأخذها من أهلها، ويشعر أن وراءها رجالاً، ويحتقر الفتاة التي تجري وراءه، وسوف يقول لها عند أول أزمة: هذا خطؤك وأنا لم أكن راغب فيك، ولكنك كنت وكنت ... وعندها لا ينفع الندم، كما أن الشاب مهما كانت درجة تدينه لا يثق في صديقة الأمس، التي خانت ثقة أهلها، وخالفت دين ربها.
ولا شك أن أقوى الأدلة على صدق الرجل في حبه إنما يتمثل في طرقه للأبواب، (ولم ير للمتحابين مثل النكاح)، ولا خير في حب لا ينتهي بالنكاح، وعليه فإننا لا نصدق دعواه؛ إلا إذا ما تقدم رسميا، وطلب يدك، وقدم صداقاً يدل على صدقه، وأشهد الناس على صدق رغبته، وإلا فالكلام المعسول يجيده كل أحد.
ولا يخفى على أمثالك أن عدم معرفة أهلك بما يحصل فيها إشكالات كبيرة، فتوقفي عن هذا الأمر، واطلبي من الشاب وأهله أن يتقدموا رسمياً لطلب يدك، واحرصي على إخفاء تلك العلاقة؛ لأنها قد تكون سبباً لرفض الأهل وعنادهم.
وقد أحسنت برفضك لتدخل أم الشاب في هذه المرحلة، كما أنك لا تعرفي ماذا ستقول لأهلك، ولا شك أنه في حق كل امرأة أن تطلب فتاة لولدها؛ بل لعل ذلك طريق آمن وأدعى للقبول، ولكن في الحالة المذكورة قد تكون النتائج عكسية، كما أنه من المهم أن تتوبوا وتستغفروا من التجاوزات الحاصلة؛ لأن المعاصي سبب للخذلان، ولست أدري كيف يحصل الحب وتتعمق العلاقة دون أن يكون لها غطاء شرعي!؟ وسوف تكونون سعداء إذا سارت الأمور في طريقها الصحيح، وذلك بالحرص على تحويل هذه العلاقة إلى علاقة رسمية معلنة، وأن تكون البداية بأن يطرق بابكم.
ونسأل الله جل وعلا أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به.