اللقاءات بين الخطيبين بعد الموافقة المبدئية
2008-02-07 13:25:44 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
تعرفت على فتاة أعتبرها نعمة من المنان، فهي ذات خلق ودين، وقد أخبرت أهلي فوافق أبي على خطبتها ولله الحمد، ورد أهلها بالقبول، وهي الآن مقبلة على شهادة البكالوريوس، ونحن نلتقي أحياناً - مرة في الأسبوع - لكن دون خلوة، حيث نتعمد أن يكون معنا أحد، ونتحدث هاتفياً أيضاً، وأعلم أن هذا الأمر لا يجوز وهي أيضاً، وقد أخبرتها أن لقاءاتنا يجب أن تتوقف إلا لشيء ضروري، ووافقت على الأمر واستحسنته ولكن لا نلبث أن نعاود الخطأ، فأريد حلاً عمليا، خاصة أني لا أنوي إقامة وليمة العرس إلا بعد ثلاث سنوات إن شاء الله، ولن يتم العقد عليها إلا بعد عامين، فكيف أتصرف حتى لا أؤثر على دراستها؟! وأشعر أني في حيرة من أمري وضميري يؤنبني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ش . ل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك وأن يثبتك على الحق وأن يجمعك بها عاجلاً غير آجل في الحلال الطيب وأن يسعدكم في الدارين.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فلا أدري هل ما حدث بينك وبين أهل الأخت خطوبة أم مجرد كلام وموافقة مبدئية؛ لأن الكلام والموافقة المبدئية لا يحلان لك بحال من الأحوال مخاطبتها ولو في السنة مرة واحدة، لأنها امرأة أجنبية عنك تماماً مئة بالمئة، وما بينكما الآن من حب وتعلق ولقاءات لا علاقة له بشرع الله لا من قريب ولا بعيد لعدم وجود أي صفة شرعية يمكن أن تندرج تحتها هذه العلاقة، وإذا كان الذي بينك وبين أهلها خطبة رسمية فهذا شيء حسن؛ لأنه خطوة على الطريقة الصحيح، لكن ذلك أيضاً لا يحل لك أن تلتقي بها وحدكما أو حتى في وجود آخر؛ لأن الخطبة لا تحل الخلوة ولا الكلام وإنما هي مجرد وعد بالزواج يحل لأي واحد من الطرفين أن يتحلل منه في أي وقت دون أدنى مسئولية شرعية لأنه ليس عقداً شرعيّاً وإنما مجرد وعد.
ولذلك فإنني أرى أن الحل الأمثل هو التوقف نهائيّاً عن أي اتصال بأي صورة كانت، خاصة وأنها الآن أصبحت مطمئنة أنك ستكون زوجها إن شاء الله، وأنت أيضاً كذلك، فلن يأخذك منها أحد ولن يأخذها منك أحد، فهذا يسهل عليكم الآن التوقف عن هذه اللقاءات لأنها قطعاً مخالفة لشرع الله تعالى، وهي من المعاصي التي قد يؤثر شؤمها عليكم مستقبلاً، فاجتهد في إقناعها خاصة وأنها ملتزمة واطلب منها التفرغ التام لدراستها حتى توفق فيها وتأتي بنتائج طيبة تعجل بتخرجها وتهيئها للزواج، فلا حل أفضل من ذلك، واعلم أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وأن ببركة طاعتكما لله سييسر الله أمركما ويعجل بقضاء حاجتكم ويوسع أرزاقكم ويبارك لكم، مع تمنياتنا لكما بالتوفيق والسعادة.
وبالله التوفيق والسداد.