فسخت خطوبتها لرفضي لبس الملابس الضيقة
2008-02-21 12:40:50 | إسلام ويب
السؤال:
السادة القائمون على الموقع:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن أعلم من سيادتكم الحكم الشرعي على خطيبتي فيما يأتي:
لقد قمت بخطبتها على حسب الأصول والشرع، وقمت بالعمل ليل نهار، وسافرت لألمانيا أيضاً للعمل، وكنت أحافظ على عهدي بخطبتها طول مدة سفري، ورجعت إلى القاهرة كي أتمم الزواج، وقمت بشراء جميع متطلبات الزواج، من ذهب، وموبيليا، وبالطبع السكن، وبذلك قد قمت بصرف جميع مدخراتي على مشروع الزواج، وبعد خلاف بيني وبين خطيبتي - سامحها الله - على منعي لها ارتداء بنطلونات ضيقة؛ حتى نرضي الله - سبحانه وتعالى - ونبدأ حياتنا برضاء من الله، دبت الخلافات بيننا في هذا الموضوع، وفي موضوع ألا نقوم بعمل حفل زواج، حيث أنني قمت بصرف جميع مدخراتي، وفجأة قررت هي فسخ الخطبة؛ لأنني شخص يفرض عليها أوامر الله - سبحانه وتعالى - قامت برد الذهب الذي اشتريته لها، ولم يأت رجل واحد من أسرتها كي يفسخ تلك الخطبة، فهل هي بذلك تتحمل أي وزر أم ليس عليها شيء لمجرد أنها ردت لي الذهب في حين أني خسرت في العفش، وخسرت وقتاً كبيرا، ناهيك عن الخسارة النفسية، وأفاجأ بعد أربعة أشهر فقط من فسخ الخطبة أنها خطبت لشخص.
أفيدوني أفادكم الله.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يعوضك عما فقدت خيراً، وأن يرزقك خيراً منها وأن ييسر أمرك ويشرح صدرك.
بخصوص ما ورد برسالتك، فكم أتمنى أن تسجد الآن وفوراً سجدة شكر على إنعامه عليك وإحسانه إليك بفسخ هذه الخطوبة، وإنهاء علاقتك بهذه الفتاة، لقد أنعم الله عليك نعمة عظيمة، وأحسن إليك إحساناً لا تتخيله، ومن نعم الله عليك أيضاً أنها ردت إليك الذهب وما صرفته من أموال، فهي لم تضع عليك، وإما هي مصاريف ضرورية للزواج، سواء أكنت ستتزوجها أو تتزوج غيرها، فهي مرحلة ضرورية.
أهم شيء أن تحتفظ الآن بهذه الأشياء، وأن تبدأ في البحث عن زوجة صالحة تتقرب إلى الله بطاعتك وكسب رضاك، وثق وتأكد أن هناك آلاف الفتيات الصالحات تتمنى إحداهن تراب نعلك؛ لأنها تعيش ظروفاً صعبة، وأهم شيء عندها أن يسترها عبد من عباد الله الصالحين المحترمين، فالسلعة ليست نادرة، وهذه الأخت التي تركتها ما كانت لتعيش معك إلا أياماً معدودات ثم تتخلى عنك؛ لأن التي تنفر من شرع الله وتخالف كلامك أو تتضايق منه كيف ستعيش معها مستقبلاً؟
أنا والله أقول لك: أحمد الله على هذه النهاية؛ لأن مثل هذه الحياة محكوم عليها بالفشل؛ نظراً لاختلاف الأهداف والغايات بينكما، فلا تيأس ولا تحزن، واحمد لله أولاً، ثم واصل البحث في بلدك عن غيرها، وعلى قدر إخلاصك وصدقك وحرصك على التمسك بالشرع سييسر الله أمرك، ولن يخزيك - إن شاء الله - وسيرزقك الله خيراً منها، وسترى ذلك بنفسك، ابدأ من الآن - أخي - رحلة البحث، وركز على ذات الدين، وعما قريب سترى فضل الله عليك، وتسلّح بسلاح الدعاء والإلحاح على الله، واعلم أنه (لا يرد القضاء إلا الدعاء)، واترك عنك الذكريات الماضية، وفكّر في المستقبل.
والله ولي التوفيق.