رغبة المرأة في الوقوف إلى جانب رجل تعثر مشروع زواجه بها
2008-03-13 07:32:17 | إسلام ويب
السؤال:
أنا فتاة عمري (26) سنة، تقدم لخطبتي زميل لي في العمل، ورفضته لأسباب خاصة، وعاد وتقدم لي مرة ثانية وقبلت به، وجاء هو وأمه لبيتنا وطلبني من أهلي، ولكن بعد فترة حصلت لهم ظروف عائلية أدت إلى تأخير إكمال إجراءات الخطوبة والزواج.
مشكلتي أن والدي قال لي أن نبقى زملاء في العمل، وأن لا يكون بيننا اتصالات، ولكني أجده يريد من يسأل عنه، ويكون بجانبه، فأتمنى أن أكلمه دائماً، وأكون إلى جانبه، وأنا حائرة بين طلب أهلي أن لا أكلمه، وطلبه أن أستمر بالسؤال عنه ومساعدته، وأخاف أن أتصل به وأغضِب أهلي، وبنفس الوقت أخاف أن أتركه فيكون ذلك حراماً عليّ؛ لأني تركته يواجه مشكلته وحده.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن مجيء الشاب لداركم من الباب في صحبة أهله الأحباب، دليل على صدق رغبته وإصراره على الارتباط، وإذا وجدت في نفسك ميلاً إليه فشجعيه على مواصلة المشوار، وابتعدي عن محادثته ومجاراته كما طلب منك أهلك الأخيار، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يحشرك مع زمرة الأبرار.
ولست أدري ما هي أسباب رفضك له؟ وهل الأسباب موجودة الآن؟ ولا شك أننا لا نستطيع مناقشة أسباب الرفض؛ لأنها لم تتضح، ولكننا ننصحك بدراسة الموضوع بصورة شاملة، وعليك بتقديم العقل على العاطفة، ومن الضروري النظر في العواقب، وتأمل الخيارات البديلة، وأنت بلا شك أفضل من يقرر في هذا الموضوع لأنك صاحبة الشأن في الموضوع.
وإذا كنت تريدين أن تكوني إلى جواره، وهو يرغب في التواصل فلا حل أمامك إلا الرباط الشرعي؛ وذلك لأن الإسلام لا يعترف بعلاقة لا تنتهي بالزواج، ولم ير للمتحابين مثل النكاح، ولابد من تصحيح الوضع أو البعد عن هذا الرجل وعن غيره من الرجال حتى يرزقك الله الزواج المناسب.
لأن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، وكم من علاقات صارت بذريعة الخطبة، ثم ذهب الرجل وترك المرأة تعاني ويلات هذه العلاقات التي قد تصل إلى حد ممنوع كما لا يخفى، والشيطان له خطوات، وتبدأ هذه الخطوات بشكل معقول وشرعي، لكنها تنتهي إلى غير ذلك.
ولا يخفى على أمثالك أن الميزان الصحيح في اختيار الخاطب يكون على أساسين عظيمين: هما الدين والخلق، ولا غنى لك عن أحدهما، وتأتي بقية الصفات تبعا، فعلى هذا الأساس يكون الاختيار وتحديد مواصفات الخاطب، والتي نرجو أن تكون في خطيبك الحالي.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، واعلمي بأن استمرار الوضع بهذه الطريقة ليس فيه مصلحة لأحد، وسوف يدفع الجميع ثمن ذلك مستقبلاً، وأرجو أن تكثري من اللجوء إلى الله.
ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك وله الخير ثم يرضيكما به.