الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Areej حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد يكون ما تشتكين منه عرضاً لسبب موضعي أو نتيجة لسبب داخلي، ويمكن تحديد السبب خاصة وأنه بدأ فجأة، ولذلك يجب حصر المتغيرات الأخرى لجمع كل الموجودات وتحليلها في محاولة للوصول إلى السبب.
من الأسباب الموضعية الإسراف في استعمال الصابون، أو استعمال صابون غير مناسب للبشرة، أو استعمال كريم أساس لا تتحمله البشرة، أو استعمال بعض المستحضرات التي تستخدم للتقشير مثل حمض الفواكه وغيرها.
إن التعرض للشمس له تأثير كبير على الوجه والتهابه، ويجب تجنب الشمس قدر الاستطاعة، خاصة في منتصف النهار بقدر ساعات ثلاث قبله وبعده.
ويجب استعمال واقيات الضياء أيضاً على كل حال.
وقد يكون للأدوية المتناولة عن طريق الفم لأي سبب تأثير محسس ضيائي مثل مشتقات التتراسايكلين وبعض مضادات الهيستامين مثل البروميثازين أو المهدئات مثل البرومازين (حيث أنك تشتكين من العصبية، فلعلك أخذت من الأدوية المهدئة ما يثير التهاب الجلد الضيائي).
إن الجفاف الشديد في الجلد ومصاحبة ذلك بأطراف حارة قد يوحي من قريب أو بعيد بعامل الهرمونات وخاصة الغدة الدرقية.
وقد يكون الوصف متماشياً مع الذئبة الحمامية استشارة (
235990).
من خلال ما ذكرنا وحتى نكون حريصين على إجابة نكون عنها راضين ومتيقنين فإن الوصف عبر الورق لا يكفي، بل يجب مراجعة طبيب أمراض جلدية مشهود له بالثقة والكفاءة؛ وذلك للفحص والمعاينة، ولأخذ قصة تفصيلية تشمل السوابق المرضية، ودورة الهرمونات، ومظاهر الغدد الأخرى، ولقصة دوائية مفصلة موضعية أو عن طريق الفم، ولقصة عائلية تشمل الأمراض الموجودة في الأسرة، ولإجراء بعض التحاليل اللازمة لتوثيق التشخيص وأهمها الخزعة الجلدية التي تظهر التغيرات على مستوى الخلية.
بعد كل ما سبق يمكن أن نصل بيقين إلى التشخيص، فكلما زادت البيانات كلما كان التشخيص أقرب للصواب، وكلما قلت البيانات كلما كان التشخيص أبعد عن الصواب.
من خلال ما ذكرنا لا يعني أن ما تعانين منه مصيبة، ولكنه يحتاج إلى فحص ومعاينة للوصول إلى التشخيص الموثق اليقيني لا التشخيص الظني، وهذا لا يتم إلا عن طريق مراجعة الطبيب حيث أن الاحتمالات كثيرة، ومنها: البسيط العارض، وقد -لا سمح الله- يكون منها ما يحتاج إلى متابعة للوصول إلى التشخيص.
ومهما يكن من أمر فالرأي حول مستقبل ما تشتكين منه هو عند طبيب الأمراض الجلدية الفاحص المعاين المحلل وبعده يتم العلاج والشفاء بإذن الله تعالى.
انتهت إجابة الدكتور أحمد حازم استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية، يليه تعليق الشيخ موافي عزب المستشار الشرعي في الشبكة.
------------------------------
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك: (استشارات الشبكة الإسلامية)، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا تواصلك معنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يصرف عنك السوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يقيك كيد شياطين الإنس والجن؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.
بخصوص ما ورد برسالتك؛ فالذي يبدو لي أن هذه الرقية التي استعملتها لعلها أثارت عندك بعض الأمور التي كانت نائمة؛ لأنه أحياناً قد يكون الإنسان به مسٌّ قديم، وهذا المس ساكن لا يتحرك، ولا يؤثر أو لا يشعر به الإنسان في حياته، ولا يتأثر به، ولا يؤثر على حياته العامة أو الخاصة، ولكنه موجود، وما أن تُثار قضية القرآن الكريم أو آيات الرقية الشرعية حتى يستيقظ هذا النائم من سباته، وتبدأ عملية التفاعل مع الآيات؛ لأن الجني حتى وإن كان مسلماً إذا كان في داخل بدن الإنسي فإنه يتأثر بالقراءة مهما كان؛ لأن القراءة أقوى عليه من النار على الإنسان خاصة آيات السحر، أو آيات العذاب، أو آيات الكرسي فإنها آيات تدمر الشيطان تدميراً، ولعلها تقضي عليه إذا وجدت إخلاصاً وصدقاً من الراقي ويقيناً من المرقي.
ولذلك أقول من الناحية الطبية التي أشار إليها أخي المستشار الطبي فإني أقول: كم أتمنى أن تذهب -الأخت الكريمة أريج- إلى أحد الإخوة المعالجين، وإن كان قبل ذلك من الممكن أن تعالج نفسها بنفسها، حيث أن هناك كتباً بعنوان (عالج نفسك بنفسك) أو (ارق نفسك بنفسك)، وهناك أشرطة موجودة في المكتبات ومتوفرة لديكم بكثرة فيها الرقية الشرعية لكثير من المشايخ، فتستطيع - الأخت الفاضلة أريج - أن تستعين بهذه الأشياء لعلاج نفسها، وتحاول أن تجتهد في سماع هذه الرقية وتصبر، وإن شاء الله عما قريب سوف يزول عنها ذلك.
إذا لم تستطع ذلك أو لم تتمكن منه فلا مانع من أن تتوجه لبعض المشايخ الثقات المعروفين بسلامة العقيدة، وصحة الرقية الشرعية وموافقتها للشرع ليرقيها، ويقرأ لها على الزيت أو على ماء، وهذا الزيت أو الماء من الممكن أن يستعمل في الوجه وفي غيره، وأنا واثق - بإذن الله عز وجل - إذا كان الأمر يتعلق بشيء من الرقية الشرعية فسوف تذهب تلك الآثار قريباً عاجلاً غير آجل؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تداووا عباد الله، فإن الله ما جعل داءً إلا وجعل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله)، والنبي عليه الصلاة والسلام رقى واسترقى، رقى كثيراً من أصحابه وأحفاده وآل بيته بالرقية الشرعية التي توجد آياتٌ منها في هذه الأشرطة، وكذلك أيضاً رقاه جبريل عليه السلام والرقية إذا لم تنفع فهي لا تضر قطعاً، ولذلك أقول: دعونا نجرب هذا العلاج الرباني، وعندنا اليقين بأن الأمر بيد الله تبارك وتعالى، وأن الله جل جلاله على كل شيء قدير، وأن الله تبارك وتعالى جعل القرآن شفاء للأبدان، وشفاء للأنفس، وشفاء للأرواح.
وإن كنت أنصح بتأخير العلاج الدوائي قليلاً حتى ننتهي من مسألة الرقية الشرعية، لأني -كما ذكرت- قد يكون هناك مسٌّ قديم، ولكنه لم يتحرك إلا بعد سماع الرقية الشرعية، بل قد يكون هناك أيضاً أحياناً حسد وقع للأخت الكريمة من أحد الناس الذين رأوها من النساء أو حتى الرجال، وهذا الحسد الذي أثر هذا التأثير؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (العين حق)، وقال: (وإن العين لتدخل الرجل القبر والجمل القدر)، فلعله أن يكون هناك مسٌّ قديم أو يكون هذا الحسد جاء حديثاً، فالحسد - أختي الكريمة أريج - قد يكون من الإنس وقد يكون من الجن، فإن الجن يحسدون أيضاً كما يحسد الإنس، والحسد هذا قد يكون في شيء ملفت للنظر أنت لا تعلمين به، ولا يلزم أن تكون الفتاة أو المرأة على قدر كبير من الجمال، بل لعلها قد تكون عادية، ولكن الذي ينظر إليها يرى فيها شيء يعجبه فتسبق العين إليها فتصاب بأشياء لم تخطر لها على بال، لذا أقول: الرقية الشرعية، وأفضل أن تبدأ الأخت برقية نفسها أولاً، أو أن يرقيها أحد محارمها من زوج أو أبٍ أو أخٍ أو أمٍ، فإن لم يتيسر ذلك فلا مانع من الاستعانة ببعض المعالجين الثقات، وبإذن الله عز وجل لعل الله سبحانه يجعل الشفاء كله في الرقية الشرعية وفي تلك الحال لن نكون في حاجة إلى استعمال الدواء الكيماوي.
إذا لم نوفق في هذا العلاج بالرقية أو لم يتم العلاج بهذه الطريقة فلا مانع - إن شاء الله تعالى - من أخذ الدواء الذي وصفه أخي المستشار الطبي، وأسأل الله تبارك وتعالى لك الشفاء العاجل، وسلامة البشرة، وجمال المنظر والهيئة، وطيب النفس والاستقرار والسعادة.
والله ولي التوفيق.