خطيبتي تريد ارتداء الحجاب وأمها مترددة
2008-04-27 12:02:27 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا طالب عمري 21 عاماً، وقد وقع بصري على فتاة حسنة المظهر منذ عام تقريباً، ولم أكن ملتزما وقتها، واستطعت أن أحصل على بريدها الإلكتروني عن طريق أختي، وتحدثت معها بكل أدب واحترام لمدة عام كامل، فأعجبتني شخصيتها وأمنيتها في أن تلتزم أكثر وأكثر.
وقد منّ الله علي في هذا العام بالالتزام، فأخبرتها بنيتي وشروطي كالتزامها وارتدائها للحجاب فوافقت دون تردد، واتفقنا على وقف الكلام بيننا، ثم أخبرت أمي بالأمر، فذهبت وقابلت أمها، وأنتظر أن يتم الأمر بإذن الله.
وقد عدلت الفتاة في شخصيتها وسلوكياتها وتعاملها مع الناس، ولديها الآن رغبة شديدة في ارتداء الحجاب، ولكن والدتها مترددة في أمر حجاب ابنتها، وتقول لها انتظري حتى نُحضر ملابس الحجاب، علماً أن الفتاة تملك ما تستطيع أن تخرج به متحجبة، فما الذي تنصحون به في هذا الموقف من جهتي ومن جهة الفتاة?!
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسعدنا ويشرفنا اتصالك بنا في الشبكة الإسلامية، ونسأله تبارك وتعالى أن يوفقك إلى كل خير وأن يجعلك من عباده الصالحين ومن أوليائه المقربين، كما نسأله تبارك وتعالى أن ييسر أمرك وأن يقدر لك الخير حيث كان، ويسعدنا تواصلك معنا في أي وقت وفي أي موضوع.
وبخصوص ما ورد في رسالتك، فنحمد الله تبارك وتعالى أن أعانك على الالتزام والطاعة وأن وفقك لأسباب الخير، ونسأله تبارك وتعالى أن يتم عليك نعمته ظاهرة وباطنة، والحمد لله الذي يسر لك الحصول والعثور على فتاة بهذه الصفات الطيبة، ونسأله تبارك وتعالى أن يزيدها توفيقاً وصلاحاً واستقامة، وأن يجعلها زوجة صالحة لك، وأن يجعلها عوناً لك على طاعته بإذنه تعالى.
وأما بخصوص الكلام الذي صار بينك وبينها لعامٍ كامل فإنه لم يكن بجائز شرعاً، فلقد وقعت معها في إثم عظيم حتى ولو كان الكلام بأدب واحترام؛ لأنه لا يجوز للإنسان أن يُكلم امرأة كلاماً طويلاً وليس بينه وبينها أي رباط شرعي، فاستغفر الله تبارك وتعالى لذلك، وعليك أن تتوب إلى الله تبارك وتعالى منه، وأن تتوب الأخت كذلك أيضاً من هذا الكلام الذي دار بينكما.
وأما عن قضية الحجاب فهي ليست من باب نافلة القول ولا سنة من السنن حتى تستأذن أمها أو أختها، وإنما الحجاب شأنه كشأن الصلاة، كما أنه لا يجوز لي أن أستأذن أبي أو أمي في الصلاة ولا يجوز لي أن أطيعهما في ترك الصلاة، فكذلك أيضاً قضية الحجاب؛ لأن الحجاب فرض عين على المرأة المسلمة ويجب عليها أن تنفذه فوراً وبلا تردد، خاصة وقد بلغت سن التكليف لأن الأصل فيها أن البنت تطالب بالحجاب من لحظة البلوغ، بمعنى أنها لو بلغت عشر سنوات أصبح واجباً عليها أن تصلي وأن تتحجب، فانتظار الأخت لرغبة أمها لا مبرر له شرعاً، وإنما الواجب عليها أن تُقنع أمها بأن هذا حكم الله تبارك وتعالى، وأن هذا شرع الله، وأنها ستلتزم به ابتغاء مرضاة الله لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
ويمكنكم أن تأتوا لها ببعض الأشرطة للمشايخ الذين يتحدثون عن فرضية الحجاب أو بعض الكتيبات التي تتكلم عن حكم الحجاب، لاحتمال أن تكون الأم ليس لديها القدر الكافي من العلم الشرعي مما جعلها تتردد في هذه المسألة، ولعلها تظن أن هذه المسألة عادة وأن العادات يجوز تغييرها أو أن المسألة مسألة حرية شخصية وأنه يجوز للإنسانة أن تتحجب أو لا تتحجب، وقد لا تعرف أن هذا فرض عين على كل مسلمة خاصة بعد مرحلة البلوغ.
فيجب على الأخت أن تتوكل على الله، وأن تشدد أنت على ذلك، وإذا كنتم قد تقدمتم رسميّاً وأصبح من حقك أن تتكلم مع أمها فبيِّن لها أن هذا شرطك وأن هذا شرع الله تبارك وتعالى وأنها ستأخذ على ذلك أجراً عظيماً إذا أعانت ابنتها على طاعة الله؛ لأن الدال على الخير كفاعله.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقكم إلى كل خير وأن يجعل الخير من نصيبك في الدنيا والآخرة، وأن يزيدك توفيقاً وسداداً وصلاحاً واستقامة، وأن يجعل هذه الأخت من نصيبك إذا كان في ذلك خير، وأن يجعلها عوناً لك على طاعته، إنه جواد كريم.
وبالله التوفيق.