الزواج عبر الشات والشعور بعدم موافقة الأهل على الخطبة لصغر سن الخاطب
2008-05-01 10:49:45 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أتمنى أن أجد لديكم الحل المناسب لمشكلتي:
تعرفت على شخص عبر الشات، أنا مغربية وهو مصري، تواعدنا على الزواج، وعائلته تعلم بالأمر، وباركت زواجنا، أنا أبلغ من العمر 21 سنة، وهو أيضاً يبلغ 21 سنة، وموظف -والحمد لله- ملتزم دينياً، ومتخلق، ومرتاح مادياً، وناضج فكرياً، اتفقنا أن يحضر للمغرب بعد 15 يوماً من أجل طلب يدي من أهلي، لكن مشكلتي أني أخاف رفض أهلي له بحجة أنه يبلغ 21 سنة فقط يعني بالنسبة لهم غير قادر على الزواج بعد.
ساعدوني من فضلكم وادعوا لي بالزوج الصالح.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nawal حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا تواصلك معنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يرزقك زوجاً صالحاً يكون عوناً لك على طاعته وحجاباً لك من النار، كما نسأله تبارك وتعالى أن يثبتك على الحق وأن يهديه صراطه المستقيم.
بخصوص ما ورد برسالتك، فنحن حقيقة لا نؤيد الزواج عبر الشات؛ لأنه في الغالب يقدم صورة غير مطابقة للواقع، حيث إن كل طرف يحرص على أن يتجمل أمام الطرف الآخر، يقدم أفضل ما لديه، أما الصورة الحقيقة فتظل بعيدة، وهذا الرجل حتى وإن جاء إليك في المغرب فهل تدرين عن أسرته شيء؟ هل تعلمين عن أخلاقه في وسط مجتمعه شيء؟ هل تعلمين ما إذا كان رجلاً من أهل العبادة والاستقامة حقيقة أم أنه يدعي ذلك؟ هل هو من أسرة محترمة وعائلة طيبة تأمنين فيها على نفسك، خاصة وأنك ستعيشين بعيدة عن وطنك؟ هل العادات والتقاليد بينكما متقاربة؟ لأنك تعلمين أن المجتمع المصري يختلف عن المجتمع المغربي في أمور كثيرة جدّاً، هل يا ترى أنت ستوفقين في إسعاده وفي إقناع أهله بك؟
مخاطرة كبيرة رأيت أنك وضعت نفسك فيها؛ لأنه - أختي - أحياناً قد يكون الناس من بلد واحد، ولكن هذا من حي وهذا حي فيكون بينهما خلاف، ناهيك أن يكون رجل بينك وبينه آلاف الكيلومترات، نشأ في بيئة تختلف تماماً بنسبة مائة بالمائة عن البيئة التي نشأت فيها.
أنت لم تعرفيه إلا من خلال كلامه عبر الشات - كتابة أو صوتاً – ولكن ما رأيت حقيقة حياته، ولا هو رأى حقيقة حياتك أيضاً، وحتى وإن كنت نظرت إليه في الموقع أو نظر إليك فإن هذه الصورة قطعاً غير كافية في بيان الحقيقة؛ ولذلك أرى أنك قد تسرعت في هذا الأمر - واسمحي لي وأنا آسف في إزعاجك ولكنها الحقيقة – ولكن أقول إذا جاء الرجل إلى بلدكم وضحى هذه التضحيات من أجلك فمعنى ذلك أنه يحبك حقاً، وأنه رجل على خير؛ لأنه ترك مصر كلها التي فيها ملايين الفتيات ومئات الآلاف من الملتزمات، وجاء إليك أنت إلى بلدك، فهذه تضحية عظيمة حقيقة.
أما عن قضية الزواج وأن أهلك لن يوافقوا عليه، فهذه حجة واهية، واحد وعشرون عاماً سن كاف جدّاً؛ لأن الشاب يصل إلى مرحلة الرجولة وعمره خمسة عشرة عاماً، خاصة ما دام أنه مرتاح مادياً، وأنه موظف وليست عنده مشاكل، وعنده السكن المناسب، فأرى أنه لا يُرد، وإن شاء الله تعالى أرى أن تجتهدي في إقناع أهلك بهذا الرجل؛ لأنه فرصة أن يأتيك رجل يضحي هذه التضحية من أجلك، فهو أمر عظيم حقاً، وإن تم ذلك – وأسأل الله أن يتم – فهو أمر فعلاً رائع يستحق التقدير منك ومن أهلك.
كم أتمنى أيضاً أن تشرحي له كل شيء عن حياتك العامة وحياتك الخاصة وعن أسرتكم ومنزلتها في المجتمع، حتى يكون على بينة بدل أن يصدم بعد ذلك بشيء لا يعرفه، وأقول: وكم أتمنى أيضاً أن يذهب أحد إخوانك أو أقاربك لزيارته في بلده، وأن يتعرف عليه في مسقط رأسه لعله أن يجد شيئاً يغير وجهة نظركم، هذا الذي أتمناه وأرجوه حتى يكون الزواج بطريقة صحيحة؛ لأن الزواج عبر الإنترنت – أختي الكريمة نوال – ثبت أن فشله يزيد عن ثمانين بالمائة تقريباً؛ لأنه – كما ذكرت – عبارة عن جزء من الحقيقة، ولا يطابق الحقيقة مائة بالمائة، وقد يظل الرجل يتجمل وقد تظل الفتاة تتجمل فترة طويلة من الزمن، وبذلك تضيع الحقيقة ولا تُعرف إلا بعد قيام الحياة الزوجية وصعوبة الرجوع فيها بعد أن قامت.
أنا من كل قلبي أتمنى لك التوفيق وأتمنى لك السداد، وأتمنى أن تكوني سعيدة مع هذا الشاب، وأتمنى أن يجعله الله من نصيبك، وأتمنى أن يكون أهلاً لك، وتكونين أهلاً له، وأتمنى أن يعينك وإياه على تأسيس أسرة طيبة مباركة، وعلى تأسيس حياة زوجية آمنة مستقرة.
أسأل الله لك التوفيق والسداد وأسأل الله تعالى أن يثبتك على الحق وأن يقدر لك الخير حيثما كان، وأوصيك بالدعاء والإلحاح على الله فإنه لا يرد القضاء إلا الدعاء.
هذا وصلِّ اللهم وسلم وبارك على عبدك ونبيك ورسولك محمد.
والله ولي التوفيق.