الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هادية الوافي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن التصبغات المذكورة في السؤال ليست ذات سبب واحد يعود للطفولة، بل قد تعزى إلى أكثر من سبب، ومن هذه الأسباب القابلية للتصبغ والوزن والعامل الفيزيائي والاحتكاك والأدوية المستعملة، ونوع الصابون، وغير ذلك مما سنأتي عليه لاحقاً.
وإن تفتيح البشرة والمنطقة الحساسة قد أوردناها في استشارات سابقة، ولكن نعيد ما هو هام حيث يجب قبل التفكير في التفتيح معرفة أن أي عملية تغيير اللون الطبيعي للبشرة ستكون نتائجها مؤقتة، واستمرار السبب في اسمرار الجلد سيحد إلى درجة كبيرة من تأثير العلاج المبيض.
وأما للمنطقة الحساسة فإن العلاج السببي هو الحل الأمثل في كثير من الأمراض إن لم يكن في كلها، فالوقاية خير من العلاج، بل درهم وقاية خير من قنطار علاج، وإن التصبغات التي تذكرينها يجب البحث عن أسبابها وتجنبها، سواء أكانت احتكاكاً أو التهاباً أو إنتاناً، فالاحتكاك علاجه السروال العازل، والالتهاب علاجه بالمرطب قبل المشي لمسافات طويلة، والإنتان علاجه بالمضاد المناسب، إن كان جرثوماً فبالمضاد الحيوي، وإن كان فطرياً فبمضاد الفطريات.
ولا ننس الأسباب الأخرى مثل الداء السكري المعتمد أو غير المعتمد على (الأنسولين)، والذي قد يسبب حكة موضعية أو حكة معممة، والحكة الموضعية غالباً ما تكون في المنطقة العجانية -المنطقة بين الشرج والمنطقة التناسلية- وما يجاورها، والتي بدورها تؤدي للتصبغ سواء من الالتهاب أو من الحكة.
وتعتبر البدانة من أسباب الاحتكاك الذي يؤدي لزيادة التصبغ، حتى عند أصحاب البشرة البيضاء، وهو عند أصحاب البشرة السمراء أكثر، وهذا الموضع تزيد فيه نسبة التصبغ عن غيره بشكل اعتيادي عند أغلب الناس، ولكن التصبغ يكون موضعاً على الثنيات والطويات، ولا يصل إلى الفخذين، كما أن البشرة السمراء تهيئ وتؤهب لزيادة اللون في هذه المنطقة، خصوصاً في كل موضع يتم فيه الاحتكاك، سواء أكان بديناً أم لا، وما ينطبق على الثنيات ينطبق على الإبطين وما تحت الثديين وما بينهما.
وبعض الأدوية مثل (المينوسايكلين) ومشتقات (التتراسيكلين) قد تزيد التصبغ العشوائي أو الموضع، وأريد التأكيد على أن ما تشتكين منه من اندفاعات جلدية حاكة يضيف عاملين من عوامل التصبغ، وهما الالتهاب والحكة، فالالتهاب في هذه المواضع غالباً ما يكون بالفطريات إن تجاوز الثنيات الجلدية ووصل إلى الفخذين، ولكن لو كان محدداً في الثنيات ورطباً فهو التهاب بالخمائر، خاصة (الكانديدا)، والحكة مهما كان سببها تورث التصبغات عند أصحاب الاستعداد لهذا التصبغ.
وهناك تصبغات سببها ثخن الجلد بأسباب هرمونية أو اضطرابات الغدد الصماء والسكري أو أورام داخلية، مثل (أكانثوزيز نيغريكانز) أو (بسودو أكانثوزيز نيغريكانز)، وهناك تصبغات سببها المنظفات ويزيد التصبغ إن كان هناك إسراف في استخدامها أو عنف أثناء دلكها، خاصة وأنكم ذكرتم اللون الوردي للمناطق المجاورة.
إن أي مادة كيمياوية تستعمل موضعياً في هذه المواضع سواء للتنظيف أو التعقيم أو العلاج أو غيره قد تؤدي بطريقة أو أخرى إلى الاسمرار، ويجب أن تختبر على مواضع أخرى حتى ولو كانت مرطباً.
وإن فحصاً سريعاً عند طبيبة أمراض جلدية قد يرشد فيما إذا كان هناك أي مرض مسبب لهذه التصبغات، مثل الأمراض الفطرية أو الخمائرية أو الجرثومية أو أكزيما تماس أو غير ذلك، وإن تحليل الهرمونات قد يرشد إلى أي اضطرابات غددية مسببة لهذه التصبغات.
وننصح بمراجعة طبيبة أمراض جلدية، وذلك للفحص والمعاينة، ووضع التشخيص السريري، ونفي أو إثبات وجود الفطريات، وذلك عن طريق الفحص المجهري المباشر لكشاطة من الوسوف والقشور لو وجدت في الموضع المصاب، ورؤية العناصر الفطرية فيها.
وأما العلاج بشكل عام فإن استعمال السروال الذي يفصل احتكاك الفخذين يقلل من الأسباب المحتملة، وأما الفطريات فنعالجها بمضادات الفطريات الموضعية، مثل كريم (لوكاكورتين) أو (البيفاريل) أو (الداكتارين) كريم مرتين يومياً لأي منها ولمدة أسابيع إلى أن ينتهي الالتهاب تماماً، ونستمر بعده بالدهن لأيام، وهذا يكون علاجاً للفطريات وليس للتصبغات التي تلي الفطريات، كما يجب الانتباه إلى نوع الفوط النسائية، وأن تكون من النوع الذي يتحمله الجلد ولا يؤدي إلى التهابات تتلوها تصبغات.
وإن كانت المواضع المسمرة حاكة فيجب استعمال مضادات الحكة مثل (الزيرتيك 10 مغ) أو (الكلاريتين 10مغ) أو (التلفاست 180 مغ) أو (الأورياس 5 مغ)، أو (الزيزال 5 مغ) حبة واحدة يومياً عند اللزوم، وذلك لتخفيف الحكة؛ لأن الحكة من العوامل المساعدة على التصبغ كما أسلفنا.
وأما ما بقي من التصبغات فهناك كريمات قاصرة اللون مثل: (الأتاشي)، أو (ديبيغمنتين)، وحديثاً (البيوديرما وايت أوبجيكتيف)، وأظنه من أفضلها وأحدثها، وإن أياً منها يدهن مرة يومياً إلى أن تنتهي المشكلة، والتي قد تحتاج إلى أسابيع، وتكون الفترة أطول عند أصحاب البشرة السمراء، وننصح بعدم استعمال المواد الحاوية على الزئبق مهما كانت نتائجها واضحة.
وأما عن سؤالك عن الأفضل في الكريمات فكلها مبيضة، وأفضل الكريمات المبيضة الحالية هو (وايت أوبجيكتيف لبيوديرما) وكذلك كريم (دريما لايت).
ويمكن تلخيص الكريمات المبيضة كما يلي: (وأيٍ منها قد يستعمل على أي موضع ولكن مع الحذر والاختبار في المواضع الحساسة أي بدهن كمية قليلة على مساحة صغيرة ولعدة أيام، ثم إن لم تحدث آثار غير مرغوب بها عندها ندهن الجميع ولكن بدون إسراف، خاصة في المواضع الحساسة).
- (بيوديرما وايت أوبجيكتيف) ولكنه يبيض المسمر ولا يبيض الطبيعي.
- (فيدينغ لوشن) لشركة (غلايتون).
- (ديبيغمنتين).
- (أتاشي) كريم.
- (تريتينوين).
- (ديرما وايت).
- مستحضرات (ريكسول) للتبييض.
- (الدوكين) و(الدوباك) لكل منهما (2%) و(4%).
إذن فيجب الوصول إلى التشخيص، وعلاج الأسباب من تخريش والتهاب أو فطريات، ويجب التنظيف بلطف، وعزل الجلد من الاحتكاك بالسروال، واستعمال المواد القاصرة المذكورة أعلاه أو ما يماثلها، والتي قد تكون مخرشة، وقد تكون الخطوة الأولى قبل كل ذلك هي زيارة الطبيبة المتخصصة بالأمراض الجلدية، لأنها ستوفر عليك الخوض في هذه الدوامة.
وأما حرارة اليدين وتعرقهما فالأمر يحتاج إلى فحص سريري وإجراء بعض الاختبارات مثل وظيفة الغدة الدرقية، وأما لتعرق الراحتين فقد ناقشناه في الاستشارة ذات الرقم (
270519) وفيها تفصيل كاف، وقد ذكرنا علاقة الغدة الدرقية بالتعرق في الاستشارة رقم (
254215) ونورد أدناه المقطع المتعلق بالجواب:
(فإن نشاط الغدة الدرقية الزائد، والذي يتجلى بارتفاع كلا الهرمون المحفز وهرمون الغدة الدرقية، سيؤدي بالتأكيد إلى مظاهر سريرية، والتي منها بشكل عام زيادة الاستقلاب في البدن، والنشاط في كل شيء، أي سيتسرع القلب حتى عند الراحة، وستزيد الشهية، وعلى الرغم من الأكل الكثير إلا أنه لن يكون هناك زيادة وزن، وقد يكون هناك زيادة في التعرق عموماً في كل مواضع التعرق، وقد يكون التعرق موضعاً، وقد ترتفع حرارة الجلد ويصاب المريض بالعصبية والنرفزة بسهولة، إلى ما هنالك.)
إذن إذا وجد التعرق مع ارتفاع حرارة اليدين أو الجلد عموماً فيجب تحري الغدة الدرقية، وأما عن أفضل طريقة للتخلص من شعر العانة؛ فيرجى مراجعة الاستشارة رقم (
278363).
وبالله التوفيق.