فارق السن ومكان الإقامة...وأثرها في القبول بالزوج الصالح
2008-06-17 12:49:34 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كالعادة لا غنى لي عن شبكتكم العزيزة لمساعدتي في أمور حياتي الجوهرية، مع شكري الجزيل لكم؛ لأني دائماً أجدكم نعم العون في جميع استشاراتي لكم
أما بعد: فأنا فتاة محجبة ذات خلق ودين وجمال وحسب ونسب والحمد لله أنا فتاة جامعية من بيئة متعلمة، فوالدي طبيب، وأخي طبيب، وأخي الآخر مهندس، أعمل في شركة محترمة منذ سنتين.
المهم لي زميل كان يعمل في نفس الشركة، هو شاب خلوق ومحترم، يكبرني بأقل من عام - حوالي 6 أشهر - من بيئة متعلمة، منذ فترة طويلة وأنا أشعر بشيء منه تجاهي عندما كان يعمل معي في نفس الشركة، علاقتي به لم تتعد أبداً حدود الأدب والاحترام، قام هذا الشاب بسؤال صديقة لي أن تجس نبضي بأنه معجب بي، ويود الارتباط.
المشكلة أنه من الريف وأنا ابنة مدينة، ووالدي متعصب جداً بهذا الخصوص،
وكلما تقدم لي شاب بمواصفات جيدة يرفض لمجرد أنه ليس من نفس البيئة الاجتماعية، ويحاول أن يقنعني بهذا الخصوص حتى أصبحت متشربة لهذه الفكرة إلى حد ما، إلا أني غالباً أحاول أن أتحرر من هذه الفكرة؛ لأني أعلم أن هذه الفكرة ليست مقياساً في كل الحالات.
السؤال: هل أعطي هذا الشاب فرصة ليتقدم لي رسمياً فلا أحد يعلم أين يمكن أن يكون النصيب، أم أنهي الموضوع من أوله وأتجنب المتاهات التي من الممكن أن أدخل فيها مع والدي بشأن هذا الموضوع، خاصة أني شخصياً خائفة من موضوع فرق العمر الذي بيننا؛ إذ أني أعتقد أنه يجب أن يكون أكثر من ذلك ضمانا للمستقبل؟ هل أضيع فرصة أخرى من يدي خاصة أني الآن عمري 25 وأعتقد أني بدأت أدخل مرحلة الخطر بشأن أمر الزواج وأن الفرصة التي تتوفر لي الآن من الممكن جداً أن لاتعود؟
صليت صلاة الاستخارة وأنا مفوضة أمري لرب العالمين، وأقبل بكل ما يختاره لي. أرجوكم أفيدوني فأنا في حيرة من أمري.
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ J.y حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فمرحباً بمن اختارت موقعها، وهنيئاً لمن تفضل عليها ربها بالدين والخلق والمال والحسب، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
فإن وجود الدين والأخلاق يُعتبر أكبر وأهم ضمانات النجاح بعد توفيق الكريم الفتاح، وقد أحسن من قال:
وكل عيب فإن الدين يجبره وما لكسر قناة الدين جبران
ومن هنا فنحن نقول أن وجود الدين والأخلاق يغطي على كافة العيوب، فكيف إذا وجد معه المال وقد صدق من قال:
ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا وما أقبح الكفر والإفلاس بالرجل
كما أن الشاب الريفي إذا تعلم ودرس في الجامعات والمدن اكتسب خبرات إضافية وجمع بين الريف وميزان المدينة، وإذا وجدت في نفسك ميلا للشاب وقبوله فسوف تسعدي معه بحول الله وقوته، وأرجو أن تجدي من يقنع الوالد حتى لا يقف في طريقك، فإن تكرار الرد للخطاب سوف يعود عليك بالضرر – لاقدر الله-.
أما بالنسبة للفارق في السن فإنها لا تضر، وقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بخديجة، وهي تكبره بخمسة عشر عاماً، وسعد معها وتزوج من عائشة رضي الله عنها، وهي تصغره بما يقارب الأربعين وسعد معها.
وأرجو أن يعلم الجميع أن سعادة البيوت تتحقق بطاعة صاحب العظمة والجبروت.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، كما أرجو أن تشاوري من حضرك من الأهل والأرحام، بعد الاستخارة والتوجه لذي الجلال والإكرام، فإنه لن تخيب من تستخير ولن تندم نم تستشير، وتتوكل على العليم القدير.
ونسأل الله لك التوفيق والسداد.