كيفية البر بالأم الانفعالية واجتناب دعائها على أولادها
2008-07-31 14:00:54 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم.
أشكركم جزيل الشكر.
وأما سؤالي: فهو أنني أحس أني لا أطيع أمي رغم أنني أحبها كثيراً، والسبب هو أن أمي تنفعل طول الوقت، وأحياناً تدعو علينا أنا وإخوتي جميعاً، والذي أعرفه هو أن دعوة الوالدين لا ترد عند الله سبحانه وتعالى، فماذا أفعل حتى أحضا بطاعتها؟
وشكراً لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ Samira حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
فإن من البر بالوالدة والإحسان إليها تجنب وترك الأمور التي تثير غضبها وتجلب سخطها، ولا شك أن تلك الأشياء معروفة للجميع، مع ضرورة الاجتهاد في معرفة الأمور التي تضايقها، وهذا أقصر طريق لنيل رضاها وتفادي دعائها عليكم، ومرحباً بكم في موقعكم، ونسأل الله أن يصلح حالنا وأحوالكم.
وأنا سعيد جداً بهذا الشعور الذي دفعك للكتابة والسؤال؛ لأنه دليل على الخير ودليل على أنك بدأت التفكير في الموضوع بطريقة صحيحة، كما أنني مسرور لأنك تحبين أمك، وأؤكد لك أنها أيضاً تحبكم ولكنها تريدكم في القمة في كافة الجوانب، وتنزعج إذا خالفتم أو لم تحققوا ما تريده منكم.
وأرجو أن أقول لكم بلسان الأب الناصح: إنه لا يوجد على وجه الأرض شخص يتمنى أن يكون الآخر أفضل منه إلا الوالد والوالدة، فقدروا تلك المشاعر النبيلة واحرصوا على إرضاء الوالدة بكل وسيلة، واعلموا أن رضاء الوالدين هو عنوان كل فلاح ونجاح في الدنيا والآخرة.
وإذا أدى الإنسان ما عليه ولم يتمكن مع ذلك من إرضاء والديه فإن الله سبحانه لا يحاسبه على ذلك؛ لأن المهم هو أن يؤدي ما عليه، وقد يكون عند الوالد أو الوالدة عصبية زائدة أو نحو ذلك، فلا يعتبر الابن في مثل تلك الأحوال عاقاً لوالديه، قال تعالى: ((رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا))[الإسراء:25].
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وأرجو أن تقتربوا من الوالدة وتحاولوا إرضاءها بكل وسيلة، وهذه البشرى لكم بتوفيق الله ولكل من يطيع والديه بعد طاعته ربه جل وعلا.