أريد أن أعرف ما هي أسباب الخجل لدى الأطفال؟
2008-11-16 10:47:19 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أريد أن أعرف ما هي أسباب الخجل لدى الأطفال؟ ولماذا بعض الأطفال نجدهم اجتماعيين قبل أن يصلوا حتى إلى عامهم الأول؟
بينما البعض الآخر يخجل كثيراً، ويخاف من الغرباء، ويرفض الابتعاد عن أمه؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
جزاك الله خيراً وبارك الله فيك.
فإن للخجل عدة أسباب أو بالأحرى الانطوائية لدى الأطفال، والخجل أو الانطوائية لدى الأطفال هنالك نظرية اجتماعية وهنالك نظرية وراثية، فالنظرية الوراثية تقول: إن بعض الأطفال لديهم ميول فطرية وغريزية للانزواء وعدم التفاعل مع الآخرين، وعدم الشعور بالارتياح حين يختلط ببقية الأطفال أو الكبار.
وإذا بحثنا في التأريخ الأسري ربما نجد أن هنالك بعض أقرباء هذا الطفل أو حتى والديه كان لديهم نفس هذه المعاناة.
وحين نتكلم عن الوراثة لا نتكلم عن الوراثة المباشرة، ولكننا نتكلم عن الاستعداد لأن يرث الطفل هذا السلوك دون غيره، إذن العملية هي استعداد وليس إرثاً مباشراً.
الطفل الذي يعامل معاملة خاصة ويكون دائماً في حضن والديه، ويحمى حماية مطلقة ويُضرب حوله سياج يمنعه من التفاعل مع الآخرين، هذا الطفل عرضة لأن يكون انطوائياً، ولأن يكون خجولاً، ولأن يكون منزوياً، ولا يتفاعل مع بقية الأطفال، ويحس بقلق شديد جدّاً إذا غاب عنه والديه أو أحدهما.
إذن: القضية هنا قضية تربوية بحتة ونلاحظ أن هنالك نوعا معينا من الأطفال يكونون أكثر عرضة للالتصاق الشديد بوالديه، فعلى سبيل المثال الطفل الذي يُولد بعد سنوات من العقم أو الطفل الذي يولد لأبوين كبيرين في السن نسبياً أو الطفل الأول أو الطفل الولد وسط البنات أو البنت وسط الأولاد، أو الطفل الأخير أو الطفل الذي مر بظروف مرضية في الشهور الأولى من عمره، فبعض الأطفال يكونون عرضة لأمراض مختلفة وهذا الطفل بالطبع سوف يتلقى عناية معينة، وبعد ذلك يبني لديه الشعور بالخجل وعدم تطوير المهارات الاجتماعية ويحب دائماً أن يكون مع والديه.
إذن هنا العملية عملية مكتسبة وخلل في التربية من جانب الوالدين وذلك بتقريبهم للطفل والاستجابة لمطالبه أكثر مما يجب.
وهنالك أيضاً بعض الآباء والأمهات يكونون مع أطفالهم وقتاً طويلاً، يكونون فقط بأجسادهم، ولكن لا يوجد أي نوع من التفاعل الوجداني، بمعنى أن الطفل لا يحتضن ولا يقبل كثيراً أو مطلقاً ولا يتم التحدث معه ولا تكون هنالك ابتسامة ولا يعلَّم الطفل المهارات الاجتماعية البسيطة المطلوبة في هذه المرحلة.
إذن: عدم تفاعل الوالدين مع الطفل لفترة طويلة حتى وإن بقي معهم جسدياً فهذا قد يؤدي إلى الخجل وعدم الطمأنينة.
يوجد عامل آخر يعلم الأطفال الخجل، وهو انتشار ما نسميه بثقافة العيب، فهنالك بعض الأسر إذا أقدم الطفل على أمر معين دائماً يصد أن هذا عيب وهذا عيب وهذا عيب، وهكذا.. فنشر ثقافة العيب وسط الأطفال تجعلهم أيضاً يميلون إلى الانزواء وإلى الخجل وإلى عدم الفعالية.
لا شك أن الطفل الذي لا تتاح له الفرصة للتفاعل مع الأطفال الآخرين يكون أيضاً عرضة للانطوائية والخجل والانزواء، هذا أمر هام ومهم جدّاً، الطفل يتعلم من بقية الأطفال أكثر مما يتعلم من الكبار.
الطفل الذي يُترك أيضاً يجلس لساعات طويلة لوحده أمام التلفزيون أو مشاهدة أفلام كرتون وهكذا، يكون أيضاً له قابلية أكثر بأن يفتقد للمهارات الاجتماعية التواصلية.
هذا بالنسبة للأطفال الطبيعيين، وهنالك أطفال غير طبيعيين خاصة الأطفال المصابون بمرض التوحد، بالرغم من أنه نادر وسط الأطفال، ولكن من سمات هذا المرض أن الطفل في الأصل لا يتفاعل وجدانياً ولا يتعامل مع الآخرين عاطفياً ويعامل الناس كالأشياء والجمادات، هذا الطفل بالطبع يكون خجولاً جدّاً وغير متفاعل.
وبالنسبة للأطفال الاجتماعيين بالطبع تكون الأمور هي عكس ما ذكرناه، الطفل قد بُنيت فيه مهارات التواصل مع الآخرين، ويكون كثير التمازج مع الأطفال، ويشاهد أن والديه هم لديهم القابلية الاجتماعية، بمعنى أن والديه نفسيهما كثيروا التواصل مع الآخرين ويكرمون الضيوف ويذهبون للناس، وهكذا..
إذن: العملية عملية متعلمة ومكتسبة بنفس طريقة الانزواء والخجل.
- بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونسأل الله تعالى أن نكون قد قدمنا بعض المعلومات التي تجيب على سؤالك، ونشكرك على تواصلك مع موقعك إسلام ويب وثقتك فيما تقدمه.
وبالله التوفيق.