الفتاة بين الموافقة على الخاطب وانتظار الغائب
2008-12-17 12:55:19 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا فتاة أحب شاباً في الجامعة يكبرني بسنة، لكن ظروفه المادية لا تسمح له بخطبتي الآن، وقد اتفق مع أهلي على خطبتي بعد ثلاث سنوات، وقد تقدم لي شاب آخر وضعه ممتاز، فهل أوافق أم أنتظر من أحب؟!
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريهام عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن حبك للشاب لا يمنعك من فعل ما فيه الخير والصواب، وليس ما بينك وبين الشاب إلا وعد بالزواج، فإذا كان الشاب الثاني صاحب دين وأخلاق فخير البر عاجله، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
لا يخفى على أمثالك أنك صاحبة المصلحة وصاحبة القرار، ولكننا نقول لك أن ثلاث سنوات تعتبر طويلة جداً، خاصة ونحن في زمن الشهوات، ولست أدري كيف ستكون طبيعة العلاقة مع الشاب خلال تلك الفترة، والأمر لا يخلو من الخطورة من الناحية الشرعية والنفسية، وسوف يتأثر مستقبلك العلمي ومستقبله، خاصة مع وجودكم مع بعض في الجامعة.
إذا وجدت في نفسك ميلا وقبولا للخاطب الجاهز فأحسني الاعتذار للأول، ولا تضيعي الفرصة فإن الحياة فرص، واعلمي أن الحب الحقيقي الحلال هو ما كان بعد علاقة شرعية رسمية، وهو الذي يزداد قوة بالتعاون على البر والتقوى.
المسلمة إذا تحيرت في أمر سارعت إلى صلاة الاستخارة، والتي فيها طلب للدلالة على الخير ممن بيده الخير، وعليها كذلك أن تشاور العقلاء والفضلاء من أهلها، فإنهم أحرص الناس على مصلحتها وفي مشاورتهم فوائد عظيمة، فالرجال أعرف بالرجال، والزواج من الرجل الصالح من غير الزملاء - مع تحفظي على الكلمة - أفضل من الزواج من زميل الدراسة أو زميل العمل، كما أن فرص النجاح أكبر في حالة الزواج من رجل كانت العلاقة معه شرعية منذ اللحظة الأولى.
من هنا فنحن نميل إلى القبول بالرجل الممتاز الجاهز، مع ضرورة قطع كل علاقة مع الشاب الذي وعدك بالتقدم بعد سنوات، ونحن نقول: قد يصدق أن تسمي ما حصل بينكما مجرد إعجاب، وندعوك إلى أن تنظري في حال الخاطب الذي حكمت أنه ممتاز، وتحاولي تذكر إيجابياته، فإن وجدت في نفسك ميلا وقبولا ولاحظت ميل الأهل وموافقتهم فلا تفوتي الفرصة، نسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
هذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بغض البصر عن جميع الرجال، والاشتغال بدراستك والالتزام بحجابك، ولا تذكري لخاطبك الجديد خبر تلك العلاقة، فليس في ذلك مصلحة، وأشعري زوجك أنه الوحيد في حياتك، وكوني له أمة يكن لك عبداً، وكوني له أرضاً يكن لك سماء، واعلمي أن (قلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء)، فأشغلي نفسك بطاعته، وارفعي أكف الضراعة إلى الله فإن الخير كله بيد الله.
مرحباً بك في موقعك، واعلمي أننا في خدمة شبابنا وفتياتنا دون أن يستحلفونا بالله، واسم الله عظيم ونحن ننصح بعدم استخدام هذا الأسلوب، ومرحباً بك في كل وقت، وشرف لنا أن نشارك شبابنا وفتيانا همومهم، ونحن سعداء بتواصلهم مع موقعهم.
وبالله التوفيق والسداد.