زواج الفتاة بشاب ذي خلق ودين لكنها تكبره بثلاث سنوات
2003-04-18 14:08:47 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
لثقتي في إرشاداتكم أعرض عليكم هذا الموضوع الخاص:
فقد تقدم لي العديد من الشباب، ولكن نظرتي للزواج تختلف عن قريناتي في بيئتي البسيطة التي لا ترى الزواج إلا إنجاب الأبناء، فأنا من قرية صغيرة لم تعهد عمل المرأة إلا منذ وقت قريب، ويفضل شبابها المتعلمون المرأة التي أخذت قسطاً بسيطاً من التعليم بحيث تجيد القراءة والكتابة، وأنا لا أريد إلا من يعينني على تكوين أسرة واعية، فأرى أن فاقد الشيء لا يعطيه، وأرى أني في غنى عن رجل جاهل لا يهتم بأمور دينه وأمته، وأنا على استعداد لأن أنتظر وإن طال هذا الانتظار، ولكن الوقت تأخر، مع العلم أني لا أرفض شخصاً حتى أصلي الاستخارة أكثر من مرة وأدعو ربي باستمرار أن يرزقني الله الذرية الطيبة المباركة، وراضية بقضاء ربي رضاء مطلقاً.
وقد تقدم لي شاب مناسب جداً من جميع النواحي إلا من ناحية واحدة جعلتني أرفض مجرد التفكير في الموضوع، فهو أصغر مني بثلاث سنوات، وأنا أرفض ذلك رفضاً قاطعاً وأجد أن هذه العقبة سترافقني طول حياتي، حتى عندما يتقدم بالزوجين العمر أرى أنهما لن ينسيا ذلك ولن ينسى الآخرون، فمن نسي أن السيدة خديجة أكبر من المصطفى سناً؟ أرجو ألا تقدموا لي شعارات، المسألة الآن لا تقلقني كثيراً ولكن أخشى أن يحصل ذلك في المستقبل.
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة الأستاذة / أمجاد حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسعدنا أن نستقبل رسالتك هذه عبر موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، سائلين الله تعالى أن يوفقك إلى كل خير، وأن يشرح صدرك للخير، وأن يمن عليك بزوج صالح يكون عوناً لك على طاعته، ويرزقك منه الذرية الصالحة المباركة.
وأما بخصوص ما ورد بسؤالك: فهو إن دل على شيءٍ فإنما يدل على أنك إنسانة صاحبة مبدأ وهدف يجب على الجميع أن يحترمها، وكم نتمنى أن يكون حال المسلمين جميعاً مثلك من حيث وضوح الرؤية، وتحديد الهدف من الزواج قبل الدخول في المشروع المصيري الهام، فنسأله تعالى أن يكثر من أمثالك في المسلمين.
وموضوع فارق السن: أرى أنك قد بالغت فيه كثيراً، وغاليت غلواً يرفضه الشرع والعرف والواقع، ففارق الثلاث سنوات ليس هو بالفارق الذي يؤدي إلى وجود عدم تفاهم أو نفرة لا في الحاضر ولا في المستقبل؛ لأن الفوارق المزعجة هي التي يكون أحد الطرفين فيها في ريعان شبابه والآخر على أعتاب الكهولة، أما هذا الفارق فلم ولن تجدي أحداً من العقلاء يعتبره فارقاً مؤثراً، فلا تشغلي نفسك بهذه القضية؛ لأنه ليس لها أي آثار على مستقبل الأسرة لا نفسياً ولا اجتماعياً ولا صحياً، والمفروض أن يكون الرفض مبرراً ومقنعاً، وهذا ليس موجوداً عندك.
لذا أقول للأخت الكريمة الأستاذة أمجاد: ما دام الرجل فيه المواصفات الشرعية والحياتية والمعيشية التي تؤهله لتأسيس أسرة وقيادتها، فصلي ركعتين استخارة، وتوكلي على الله، خاصةً إن كان هذا الرجل قوي الشخصية، ولا تنسي أن أسامة بن زيد قاد الجيش الإسلامي وعمره ثمانية عشر عاماً، وكان تحت قيادته كبار الصحابة كأبي بكر وعمر وأمثالهم، فالعبرة بقوة الشخصية والقدرة على القيادة وحسن الطاعة لله ورسوله، وحسن الخل.
وبالله التوفيق.