الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ علاء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فقد ظلمت نفسك أيها الأخ الحبيب بارتكابك لهذا الذنب في هذا الزمن الشريف، وقد أسأت من جانبين:
الأول: كونك فعلت هذه العادة القبيحة، والثاني: كونك أفسدت بها صيامك في نهار رمضان ففعلت ذنباً من كبائر الذنوب توعد الله عليه بعقاب شديد، فقد ورد في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى في منامه رجالاً معلقين بعراقيبهم قد شققت أشداقهم – أي جوانب الفم منهم – تسيل أشداقهم دماً فقال: من هؤلاء؟ فقيل له: هؤلاء الذين يفطرون قبل تحلة صومهم. أي قبل أن يحل لهم الفطر، فهذه عقوبة الفطر في رمضان في حياة البرزخ.
فكيف بعقوبته في الدار الآخرة، فكيف إذا كان الفطر بمعصية أخرى؟ وبهذا تعرف أيها الحبيب أنك جنيت على نفسك جناية عظيمة وفرطت في حق الله تعالى تفريطا بالغاً.
لكن ما هي الوسيلة لإصلاح ما أفسدت؟ هذا سؤال مهم ينبغي أن تعتني بسماع جوابه وتبدأ العمل به.
إن سبيل الإصلاح هو أن تتوب إلى الله تعالى توبة صادقة بأن تندم على فعلك هذا وتقلع عنه، وتعزم عزماً أكيداً أنك لن تعود إليه في المستقبل.
فإذا فعلت هذا فأبشر بتوبة الله تعالى وعفوه، فإنه سبحانه يقبل التوبة من عباده ويعفو عن السيئات، ويحب التوابين ويفرح بتوبتهم ليثيبهم ويغفر لهم، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له)، ومن توبتك أن تقضي صيام هذا اليوم الذي أفسدت صيامه، والقضاء يكون بعد رمضان، الذي أنت فيه. وليس عليك كفارة، فلا يلزمك صيام شهرين ولا عتق رقبة، ولا إطعام؛ لكن بادر بالتوبة على الصفة التي سبقت.
وعليك أن تأخذ نفسك بالجد والحزم لتبتعد عن هذه العادة القبيحة، وهي العادة السرية؛ بأن تبتعد عن المثيرات والتفكير في النساء أو النظر إليهن، فغض بصرك وأكثر من الصيام إن استطعت واشغل نفسك بالنافع من أمور الدنيا والدين، ومارس ما تقدر عليه من الرياضات البدينة، وأكثر من مجالسة الصالحين، مع بذل وسعك في الأخذ بأسباب الزواج والاستعانة بالله ودعائه أن ييسر تلك الأسباب.
نسأل الله تعالى أن يتوب علينا وعليك، ويقدر لنا ولك الخير، وييسره إنه جواد كريم.
وبالله التوفيق والسداد.
نرجو الاطلاع على أضرار هذه العادة السيئة: (
2404 -
3858 –
24284 –
24312 -
260343 ) وكيفية التخلص منها لمن ابتلي بها: (
227041 -
1371 -
24284 -
55119 ).
والحكم الشرعي للعادة السرية: (
469-
261023 -
24312).