ضيق النفس المصاحب لقلق المخاوف
2009-11-03 11:50:53 | إسلام ويب
السؤال:
أنا يا دكتور أعاني من حالة غريبة وهي ضيق بالتنفس، ولا أستطيع السيطرة على أفكاري، أخاف من الطريق الطويل مثل السفر -مع أني لم أكن كذلك أبداً- والطريق المزحوم ومن الأبواب المقفلة، وعند خروج زوجي من البيت عندما أكون لوحدي أو يذهب لمكان بعيد كالسفر أحس بخوف، وأحس أني سأمرض، وأحس بصداع ودوخة وضيق بالتنفس، وتنتابني حالة غريبة أعجز عن وصفها.
وصف لي أحد الأطباء الفافرين، أستعمله من 8 أشهر، فشعرت بتحسن بسيط، وعندما توقفت عاد كل شيء كما كان.
سؤالي: هل أكمل على الفافرين، وهل هو العلاج المناسب لحالتي؟
س2: هل يوجد علاج آخر ممتاز لحالتي، وما المدة المناسبة والجرعة؟
س3: ما أسباب حالتي، وهل يمكن الشفاء منها تماماً دون أن تعود؟
حياتي تبدلت يا دكتور، أصبحت أخاف دون سبب مقنع وحرمت نفسي من السفر وأتعبت نفسية زوجي من كثرة الخوف من المرض وضيق التنفس، بل حتى من خروجه من البيت.
أرجو سرعة الرد ولك مني خالص الدعاء والشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم شهد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمن الوصف الذي ورد في رسالتك فإننا نستطيع أن نقول أنك تعانين من قلق المخاوف، وهي حالة تشخيصية معروفة في الطب النفسي، وهذه الأعراض أو هذه الحالة قد تصيب الإنسان وتظهر أعراضها فجأة دون أي سبب، ولكن نستطيع أن نقول أن هنالك بعض الروابط المهمة التي ربما تلعب دوراً في الإصابة بمثل هذه الحالات، ومن أهم هذه الروابط أو المحددات أو ما يمكن أن نسميه بعوامل المخاطرة هو أن بعض الناس لديهم القابلية في الأصل للخوف وللقلق وللتوتر، وذلك بالرغم من أن القلق طاقة مطلوبة، والقلق الإيجابي يفيد الإنسان كثيراً، ولكن حين يزداد هذا القلق أو يخرج من الطريق والنطاق الصحيح هنا يؤدي إلى حالة نستطيع أن نقول أنها ظاهرة مرضية لا بد أن تعالج.
إذن الاستعداد للقلق هو أحد الأسباب، وتأتي بعد ذلك ما يمكن أن نسميه بالعوامل المرسبة، وهو أن بعض الناس تكون أيضاً استجاباتهم للظروف الحياتية سلبية جدّاً، حتى وإن كانت هذه الظروف أو المتغيرات بسيطة ولا تستحق الخوف والقلق والتوتر.
بعض الناس أيضاً تكون لهم تجارب أو خبرات سلبية تعرض الواحد منهم لنوبة من القلق أو الخوف، وهذا غالباً يحدث في أوقات الطفولة واليفاعة، قد لا يعطي الإنسان اهتماماً للحالة في ذاك الوقت، فتظل مخزنة وتظهر حينما تكون الفرصة مواتية.
إذن نستطيع أن نقول أن هنالك عوامل مخاطرة، هنالك عوامل مرسبة، هنالك عوامل مهيأة، هي التي تؤدي إلى مثل هذه الحالات.
أرجو أن تتفهمي أن حالتك ليست خطيرة وأنه يمكن علاجها، فلابد أن يكون لديك الإصرار والعزيمة واليقين بأن الشفاء سوف يأتي بإذن الله تعالى، يجب ألا تكون هذه الحالة معيقة لك أبداً، عيشي حياتك الأسرية والاجتماعية والزوجية على أفضل وجه، لا تتركي أبداً أي مجال لهذه الأعراض لكي تساهم في تعطيلك أو الإضرار بمسيرة حياتك.
استعيني بالله وأكثري من الدعاء، وكوني أكثر حرصاً على صلواتك وعلى تلاوة القرآن، فهي -إن شاء الله- نافعة للإنسان ومزيلة للقلق والكرب -بإذن الله تعالى-.
بالنسبة للعلاج الدوائي أقول لك أنه توجد أدوية كثيرة جدّاً، والفافرين هو أحد هذه الأدوية، وهو دواء جيد وفعال، ولكن حتى تحصلي على الفائدة الحقيقية من الفافرين لا بد أن تكون الجرعة صحيحة، أنت لم تذكري الجرعة التي تتناوليها الآن، وأنا أقول لك أن أبسط جرعة لمثل حالتك هي مائتين مليجرام في اليوم.
بعض الناس يتناول الدواء بجرعة بسيطة وصغيرة وغير علاجية، هذا بالطبع لن يؤدي إلى النتائج المطلوبة، الجرعة القصوى للفافرين هي ثلاثمائة مليجرام في اليوم، ولكن لا أعتقد أنك في حاجة لهذه الجرعة.
إذن بعد التواصل مع الطبيب أعتقد أنه من الأفضل لك أن ترفعي الجرعة إلى مائتين مليجرام إذا لم تكوني تتناولي هذه الجرعة.
فأنا أنصحك بأن تستمري على الفافرين، فهو علاج جيد جدّاً، وبالنسبة لمدة العلاج أنا أعتقد أنك في حاجة لتناول الدواء لمدة عام آخر، وهذه ليست مدة طويلة أبداً، وبالطبع يجب أن تُقسم مراحل علاجية إلى مرحلة البداية ثم مرحلة العلاج ثم بعد ذلك يبدأ التخفيض التدريجي للدواء، هذه هي الطريقة الأفضل، وأنا أشكر لك حقيقة تواصلك مع إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء.
وبالله التوفيق والسداد.