أثر فرض الوالد رأيه على ابنته في مستقبل حياتها
2023-04-09 02:19:49 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عندي تخوف من فرض الرأي والتسلط عند الرجل خاصة: كان لوالدي الأثر الكبير في عدم إعطائي حق الاختيار والتصرف في اختيار الزوج، ولوقت طويل، فضلاً عن وعده لي بعدم التدخل وقبوله للخطاب، ثم النكث من جديد، مع تدخله المتكرر في متابعة اهتماماتي الأخرى، والتي يشهد عليها الشارع أنها من بين ما يرضيه.
تولد عندي عدم ثقة بكلامه، وخوف من فرض رأيه علي في كل مرة، فبدأت الانعزال عنه شيئاً فشيئاً إلى أن بقيت قرابة 3 أشهر في عزلة كاملة في غرفتي، جاء وقتها الوالد وقطع عهداً بترك هذا الخيار لي، وصار الصلح من بعدها، وتيسر فيها أمر خطبتي.
أشعر الآن أن عندي رغبة متكررة في الانفصال والانسحاب عند أي مشكلة مع خطيبي، بسبب الضغوطات الماضية، مع علمه بما حصل وتعاطفه معي، وقلَّت المشاركة والاندماج مع الأهل والناس، هل هذا سيؤثر سلباً على زواجي وسفري معه للغربة؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأنت كما ذكرت عشتِ ظروفاً صعبة وغير مواتية، وبفضل من الله تعالى ورحمته أن الأمر قد سُوِّي بينك وبين والدك، وأعتقد أن الوالد حينما أتى إليك وقطع عهداً بترك الخيار لك، وبعد ذلك حدث هذا الصلح وتيسر فيها أمر خطوبتك، هذا يجب أن يكون أمراً مفرحاً ومُشجعاً لك، كم من الآباء يأخذون المبادرة ويعتذرون لأبنائهم!! هذا قليل جدّاً.
أيتها الفاضلة الكريمة: يجب أن تقدري هذا الموقف من والدك، فمهما كانت تصرفاته معك في الماضي، وأنا دائماً على قناعة قاطعة أن الآباء يحبون أبناءهم وبناتهم؛ لأن هذا أمر جبلي، وهذا أمر غريزي، وهذا أمر فطري.
بعض الآباء ربما لا يحالفهم التوفيق في المنهج التربوي، البعض قد يكون لجأ إلى شيء من الشدة، ولكن في نهاية الأمر يعتقد أن هذه هي أفضل وسيلة لإصلاح أبنائه، فأرجو أن تجدي لوالدك العذر فيما مضى، وأرجو أن تتخذي الماضي عبرة وتجربة وليس أكثر من ذلك.
حقيقة أنا سعيد جدّاً لإقدام والدك، ولا بد أن أشيد بهذا الموقف الذي قام به، وأنت لا بد أن تقابلي هذا الإحسان بإحسان أفضل منه، خاصة أن والدك أحق بالتقدير وأحق بالبر من جانبك، وأنت -إن شاء الله- مأجورة على ذلك.
شعورك المتكرر بالانفصال والانسحاب عند حدوث أي مشكلة مع خطيبك؛ هذا الشعور يجب ألا يسيطر عليك، وكما ذكرنا: الضغوطات الماضية قد انتهت، وهي تجارب وعبر يستفيد منها الإنسان، عيشي حاضرك بقوة، ومستقبلك بأمل ورجاء.
أنا حقيقة أقول: لديَّ شعور بأن لديك الاستعداد بعدم التحمل، وهذا النوع من الظاهرة النفسية نشاهده لدى بعض الناس، هذا يمكن تخطيه بالتفاؤل، بالتفكير الإيجابي، يجب أن تكوني على درجة من الثقة بنفسك، وأنت -الحمد لله- مُقْدمة على الزواج، فحاولي أن تبني لنفسك حياة سعيدة هانئة، سلي الله أن ييسر لك أمرك، وأن يجمعك بزوجك على خير، وسافري واذهبي مع زوجك ما دام هذا هو مصلحة الأسرة.
ختاماً: أشكرك كثيراً، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.