الحب في الله وضوابطه.
2008-09-24 09:54:48 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أواجه صعوبة في معرفة معنى الحب في الله.
مثال: أنا طالبة في الجامعة، درسني مدرس كبير في العمر -في الخمسينات تقريباً- أعتبره كوالد لي خصوصاً بعد وفاة أبي، أصبحت أتعمد ملاقاته في الممرات حتى ألقي السلام عليه، وأحزن إذا مر يوم ولم أره، صراحة أعاني من تأنيب الضمير أحياناً؛ لأنني أتعمد الذهاب إليه، ولا أعرف إذا كان هذا يندرج تحت مسمى الحب في الله أم لا!
أرجو الإجابة على سؤالي بالتفصيل إذا أمكن وجزاكم الله كل خير، وكل عام وأنتم بخير بمناسبة شهر رمضان.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أختكم في الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يرحم والدك برحمته الواسعة، وأن يرحم أمواتنا وأموات المسلمين، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يعمر قلبك بالإيمان، وأن يلهمك رشدك، وأن يصلح حالنا وحالك.
لا يخفى على أمثالك أن الحب في الله والبغض في الله هي أوثق عرى الإيمان، والحب في الله هو ما كان في الله ولله وبالله وعلى مراد الله، وهو أن يحب الإنسان أخاه لا يحبه إلا لله، فهو حب ينطلق من الإيمان بالله ويزداد مع الطاعة قوة وثباتاً ورسوخاً.
أما إذا كان الحب للشكل أو للثياب أو لطريقة المعيشة أو للتوافق في الأفكار أو للمصالح الدنيوية فهذا لا يدخل في إطار الحب في الله، وكل حب لا يكون في الله ولله يكون وبالا على أهله في الدنيا، وينقلب إلى عداوة في الآخرة، بل وربما في الدنيا، فإن شدة المحبة تعقبها شدة الكره، ومن هنا قيل: "أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما".
وأرجو أن تكون الصورة قد وضحت أمامك، وأنت أعلم بما في نفسك؛ ولذلك فنحن ننصحك في كل الأحوال بمحاولة التخفيف في الارتباط والتعلق بذلك المدرس، فإن استمرارك بهذه الطريقة سوف يجلب لك الأتعاب ويكون خصماً على سعادتك مستقبلاً، فأنت لا تملكين إلا قلبا واحدا، فعمّريه بمحبة الله ثم انطلقي من محبة الله إلى حب رسوله صلى الله عليه وسلم وحب كل ما يحبه الله، فأحبي والديك لأن ذلك مما يحبه الله، وأحبي الصالحات من أخواتك وزميلاتك، وأحبي أهل الإيمان بقدر طاعتهم للملك الديان، واكرهي في أهل العصيان عصيانهم لله، فإن تركوا معاصيهم فاجعليهم أخوة لك.
ولا أظن أن ذلك الشخص يلتفت إليك أو يشعر بك أو يبادلك المشاعر، وحتى لو حصل ذلك وبادلك المشاعر فهل يمكن أن تقبلي به زوجاً؟ إذا لم يمكن ذلك ممكناً فلا خير في علاقة لا تنتهي بالرباط الشرعي.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله والحرص على طاعته، مع ضرورة كثرة اللجوء إلى الله، ونسأل الله أن يقدر لنا ولك الخير ثم يرضيك به، ونسأل الله أن يصرف قلوبنا على طاعته، وأن يعمر قلبك بالإيمان وأن يشغلك بما يرضي الواحد الديان.
وبالله التوفيق.