كيفية تدارك التقصير في حق الوالد بعد وفاته
2009-01-12 08:15:29 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
والدي توفاه الله منذ شهرين، ومنذ ذلك الوقت أصابني إحساس بالتقصير مع والدي قبل وفاته؛ حيث إنه كان مريضاً بالسكر والضغط والقلب، وقد طلب منه الدكتور المعالج ممارسة رياضة المشي ولكنه لم يمارس الرياضة، وأنا لم أشجعه على ممارسة الرياضة، وذلك جعلني أصاب بالندم بعدم تشجيعي له بممارسة الرياضة، وقد يكون ذلك أحد أسباب الوفاة، فكيف أتخلص من هذا الإحساس؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن والدك توفاه الله عند اكتمال الأجل الذي قدره وحدده له الله، فسبحان القائل: (( فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ ))[الأعراف:34]، وبرك لوالدك يتواصل بعد موته بالدعاء له والاستغفار له، وصلة الرحم التي لا توصل إلا به، وبإكرام أصدقائه، وأبواب الخير واسعة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له).
وقد أحسن من قال:
إذا مات ابن آدم ليس يجري عليه من فعال غير عشرِ
علومٌ بثها ودعاء نَجْلِ وغرس النخل والصدقات تجري
وراثةٌ مصحفٍ ورباط ثغر وحفر البئر أو إجراءُ نهرِ
وبيتٌ للغريب بناه يأوي إليه أو بناءُ محلِ ذكر ِ
وتعليم لقرآن كريم فخذها من أحاديث بحصر
ومن هنا فنحن ندعوك لتحويل المشاعر المذكورة إلى أعمال إيجابية ودعوات صالحة ينتفع منها والدك وهو في قبره وتجد ثوابها في موازين حسناتك، وحاجة والدك اليوم إليك أكثر من حاجته لكم في أيام حياته بينكم، وأرجو أن تعلم أن اهتمامك بالوالدة واهتمامك بإخوانك وأخواتك لون من البر لوالدك.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يرحم والدك وأموات المسلمين، وأن يحشرنا جميعاً في زمرة النبيين الصديقين والشهداء والصالحين.
وبالله التوفيق والسداد.