غضب الأهل بسبب الإنفاق على الزوجة.
2009-10-10 10:59:03 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
أنا الكبير في أسرة تتكون من 10 أفراد، وهناك خلاف بين أبي وأمي، تحملت كل نفقات هذه الأسرة فترة طويلة حتى إخواني لا يطلبون من أحد غيري في احتياجاتهم.
شاء الله وتزوجت، وأصبحت لا أستطيع أن أقوم بواجباتهم مثل ما كنت؛ مما أدى إلى انعكاس ذلك عليّ بتعامل أمي معي، والله يعلم أني ما ادخرت ولا بخلت عليهم بشيء.
حتى نظرة إخواني تجاهي تغيرت، فماذا أعمل وخصوصاً أنني من ذوي الدخل المحدود، وكيف أفهم أمي أنني ما تغيرت عنها بسبب الزواج؟
أفيدوني أرجوكم، أعانكم الله لما فيه خير العباد.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ المهدي أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله - العلي الأعلى - بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ييسر أمرك، وأن يوسع رزقك، وأن يعينك على الإنفاق على أولادك وأمك وإخوانك، وأن يجعل بينكما المحبة والوئام والتفاهم والانسجام، وأن يرزقك رضى والدتك عنك، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك من أنك أكبر الأسرة التي تتكون من عشرة أفراد وتحملت تكاليف نفقات الحياة كلها لهذه الأسرة فترة طويلة، إذ أن والدك قد انفصل عن أمك وقمت أنت بدور الوالد المنفق المحسن الذي قدم كل ما يملك لوالدته وإخوانه، وعندما تزوجت ترتب على ذلك أن إكرامك أو إحسانك لوالدتك وإخوانك قد قلَّ وذلك نتيجة قلة الباع المتبقي من راتبك، لأنك من ذوي الدخل المحدود، وأمك تغيرت نظرتها إليك وكذلك إخوانك، حيث إنهم فهموا أنك أصبحت تدخر أو أنك تؤثر زوجتك وأولادك عليهم.
وأنا أقول لك - أخي الكريم الفاضل - : إن هذا الأمر شيء طبيعي في العادة أو في الغالب، إذ أن كل إنسان تُغدق عليه وتُحسن عليه إذا ما قترت عليه أو بدأت تقلل من قدر الإنفاق عليه سيشعر بأنك قد تغيرت، ولكن الإنصاف والعدل يقتضي أن يعلم هؤلاء بأن زوجتك وأولادك الآن أصبحوا من الواجبات الشرعية التي كلفك الله تبارك وتعالى بها، وأن نفقة الزوجة والأولاد تقدم على نفقة الإخوة.
ولكي تزول هذا الفهم أو تختلف هذه النظرة التي تشعر بها من خلال تعاملهم معك أتمنى أن تجلس إلى والدتك ولا مانع مع إخوانك وأن تشرح لهم مفردات دخلك، فإذا كان يدخل لك قدر من المال فأنت تشرح لهم أنك تدفع مبلغ كذا في كذا ومبلغ كذا في كذا، وأني علم الله لا أدخر مثلاً جنيهاً واحداً ولا أدخر فلساً، وإنما كل ما يأتي أنفقه بالكامل على الأسرتين معاً، وكم كنت أتمنى أن أكون واسع الدخل واسع العطاء حتى أقدم لكم ما أستطيعه حتى تظل العلاقة أو تظل حياتكم على الوضع الذي تعودنا عليه.
اعرض الأمر على أمك - بارك الله فيك – بوضوح وصراحة، قل لها: (يا أمي أنا لاحظت أن نظرتك قد تغيرت نحوي، وأن إخواني بدؤوا يتغيرون تجاهي أيضاً، وذلك لأن الذي أقدمه أصبح أقل من السابق، وعلم الله أني فعلت ذلك مضطراً، وسأشرح لك الآن مفردات الدخل شهرياً بما يُرضي الله تعالى)، واشرح لها الأمر بوضوح وبيَّن لها الأمر بصراحة، ولا تستحي؛ لأنه إذا عُرف السبب بطل العجب، ولأن سوء الظن إنما يُبنى على التخمين؛ لأن بعض الناس قد يخمنون تخميناً ويظنون أن هذا التخمين صوابا أو حقا، ولكنهم نسوا أو تناسوا بأن هذا الأمر قد لا يكون هو الحقيقة، أما لو علموا الحقيقة ووقفوا عليها منك أنت شخصياً فإن هذا الأمر قد يُغير النظرة، بل قد يخففها على الأقل إذا لم يغيرها بالكلية يخففها، بل وقد يحول الوالدة إلى إنسانة تلهج لك بالدعاء وتدعو الله أن يوسع رزقك، وأن تفهم ظروفك هي وإخوانك.
ولذلك أتمنى جلسة مصارحة تجمع بينك وبين الوالدة والإخوة، وأن تقول لهم: (يا إخواني اسمحوا لي، أنا لاحظت تغيراً في المعاملة في الفترة المتأخرة، وأنا أعلم السبب، وذلك لأن الذي أقدمه الآن أصبح أقل من السابق، ولعل الشيطان قد نزغ إليكم وظننتم أني أدخر شيئاً، ولكن أنا سأشرح لكم بما يُرضي الله تعالى) ولا مانع أن تُقسم لهم حتى يطمئنوا (هذه مفردات الدخل الشهري أو اليومي، وهذا الذي أنفقه على زوجتي، وهذا الذي أنفقه على أولادي مثلاً، وهذا الذي أقدمه لكم، فلو بقي عندي جنيها واحدا وادخرته عنكم فلكم أن تغضبوا عليَّ أو أن تعتبوا عليَّ)، وبذلك أرى أنك ستوفق لحل هذه المسألة وتكسب رضى الوالدة.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وسعة الرزق، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.