معجب بفتاة وأود التحدث معها لكنها تبدو متحفظة في تعاملها!

2025-04-30 01:40:59 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا معجب بفتاة وأرغب في الارتباط بها، لكنني أود التحدُّث معها أولًا لأتعرف على شخصيتها وأرى مدى التوافق بيننا قبل أن أُقدم على خطوة جدّية.

المشكلة أنها تبدو متحفظةً قليلًا في تعاملها، وقد أخبرتني بعض صديقاتها بأنها لا تفكر حاليًا في الارتباط بشكل عام.

لست متأكدًا من الطريقة المناسبة للتعامل مع هذا الموقف، وأتمنى من أي شخص لديه تجربة أو نصيحة أن يساعدني ويوجهني إلى الخطوة الصحيحة.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن عدم تفكير الفتاة في الارتباط يُفسَّر غالبًا برفضها للفرص المتاحة أمامها، وقد يكون الهدف تفويت من تقدموا لها، أو أنها لا تزال تفكر وتقيّم الأمور.

ولكن في الغالب إذا جاء الخاطب المناسب، فإن الفتاة تُسارع بالقبول وتجد التشجيع من أهلها. وقد يكون رفضها للارتباط ناتجًا عن تجارب فاشلة شاهدتها في محيطها، وكم تمنينا أن تُدرك الفتيات أهمية الزواج، وضرورة المسارعة إليه، بالإضافة إلى الوعي بخطورة ردّ الخطّاب دون مبرر واضح.

أمَّا بالنسبة للحالة المذكورة، فنقول:
إذا كنت جاهزًا للزواج ووجدت في نفسك ميلاً لتلك الفتاة أو لغيرها؛ فإن الطريق الصحيح يبدأ بإخبار أهلك، ولا مانع من السؤال عن الفتاة عن طريق محارمك من النساء أو محارمها من الرجال، كما يمكنك الاستفادة من رأي الجيران أو من يعرفها، فإذا ثبت أن سمعتها طيبة وأنها مناسبة، فانتقل إلى الخطوة التالية، وذلك بأن ترسل من يعلن رغبتك في الارتباط بها، ونُفضل أن يتم ذلك عن طريق أحد كبار العائلة، كالأب أو الأم، أو العم، أو الخال.

وإذا شعرت بشيء من التردد، فسارع إلى صلاة الاستخارة، وهي طلب التوفيق والدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، ولأهميتها، كان النبي ﷺ يُعلّمها لأصحابه كما يُعلّمهم السورة من القرآن، فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -رضي الله عنه- قال: «كانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ في الأُمُورِ كُلِّهَا، كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ، إِذَا هَمَّ أَحَدُكُم بالأَمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ العَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي، وَمَعَاشِي، وَعَاقِبَةِ أَمْرِي - أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ- فَاقْدُرْهُ لِي، وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي، وَمَعَاشِي، وَعَاقِبَةِ أَمْرِي - أَوْ قَالَ: فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ - فَاصْرِفْهُ عَنِّي، وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِيَ الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أَرْضِنِي» [رواه البخاري].

وننصحك أيضًا باستشارة من حولك من العقلاء وذوي الحكمة والرأي السديد، وكما يُقال: "لا خاب من استخار، ولا ندم من استشار"، فالاستخارة والاستشارة من أعظم ما يُعين المسلم على اتخاذ القرار الصائب في أموره، وعلى رأسها الزواج.

ولعلك لاحظت أننا لم نطلب منك التواصل المباشر مع الفتاة؛ لأن هذا وهمٌ ينخدع به كثير من الشباب، فالمعرفة الحقيقية لا تتم بهذه الطريقة، فالعلاقات العاطفية قبل الزواج غالبًا ما تقوم على التجميل والمجاملات، حيث يُظهر كل طرف أجمل ما لديه ويُخفي ما لا يُحب أن يُعرَف عنه، والإسلام لا يمنع من حصول التعارف، ولكن بعد الخطبة، ودون خلوة، وعلى قدر الحاجة؛ لأن التوسع في المكالمات والزيارات قبل الزواج يُعد خصمًا من رصيد العاطفة، وقد يفتح أبواب الكذب وسوء الظن.

لذا فإننا ندعو شبابنا إلى تأسيس العلاقة الزوجية على بصيرة وهدى من تعاليم هذا الدين الحنيف، وهذه وصيتنا لك: بتقوى الله، وكثرة اللجوء إليه بالدعاء، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير ويرضيك به، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net