رفض أم الفتاة النكاح بسبب فارق الجسم
2010-04-29 10:43:22 | إسلام ويب
السؤال:
تقدمت لخطبة فتاة ورفضت والدتها بحجة فارق شكل الجسم بيني وبينها، وهي مقتنعة بخلقي وديني.
ماذا أفعل لأقنعها؟ علماً بأني أنا والفتاة متفقان على أن هذا الأمر لا يعنينا، ولا يسبب لنا مشكلة على الإطلاق، وأنا والفتاة متمسكان ببعض.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ayman behery حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يجعل لك من لدنه وليّاً ونصيراً، وأن يمنَّ عليك بزوجة صالحة طيبة مباركة تكون عوناً لك على طاعته ورضاه.
بخصوص ما ورد برسالتك – أخي الكريم الفاضل –:
أقول لك أخي الكريم الفاضل: مما لا شك فيه أن اتفاقك مع الفتاة أمر حسن وجيد من حيث أنكما أصحاب الشأن، وأنكما اللذان ستواجهان الآثار المترتبة على هذا الاختيار، إلا أن الزواج بارك الله فيك – أخي الفاضل – ليس مجرد ارتباط فتى بفتاة، أو رجل بامرأة، أو شاب بشابة، وإنما هو ارتباط قيم بقيم، ومبادئ بمبادئ، وأسرة بأسرة، وثقافة بثقافة، وأحياناً قد يكون الواحد منا في مرحلة الشباب سواء أكان ذكراً أو أنثى لا ينتبه إلى جميع الجوانب، وإنما ينظر إلى زاوية واحدة فقط، وهو أن هذه الفتاة شكلها يعجبه أو منظرها يروق له أو هيأتها أو غير ذلك، ولكنه لا ينظر إلى الأمر من جميع جوانبه، ويأتي آخر وينظر إلى زاوية أخرى ويرى أن هذه أهم من تلك الزاوية التي اقتنع بها الشاب أو الشابة أو الفتى أو الفتاة، خاصة إذا كان هذا الطرف الآخر صاحب كلمة وله رأي ومنزلة في شرع الله تعالى.
ومن هنا فإني أقول أخي الكريم الفاضل: حتى وإن كنت أنت وهذه الفتاة متفقين على أن هذا الأمر ليست فيه أي مشكلة بإذن الله تعالى في المستقبل، إلا أن موافقة أولياء الفتاة أمر ضروري شرعاً، فأنت تعلم – بارك الله فيك – أنه لا يجوز لإنسان أن يتزوج امرأة بغير رضا ولي أمرها.
وكون والدتها رفضت هذه الخطبة، فهذا أمر ليس من السهل تجاوزه، ولذلك أنا أنصحك بارك الله فيك بمحاولة إقناع والدتها بذلك، فإن استطعت ذلك ووفقت في هذا فهذه إرادة الله تعالى، وأنا أتمنى ما دامت الفتاة صاحبة دين وخلق، وما دام الأمر فعلاً لا يشكل هذه الخطورة على مستقبل الأسرة؛ لأنه أحياناً فعلاً قد تتزوج فتاة قصيرة برجل بالغ الطول، فلا تستطيع أن تنسجم مع المجتمع أثناء مشيها معه، وإني أعلم أسرة لا يستطيع الرجل أن يخرج مع امرأته لأنه طويل، وهي قصيرة جدّاً، حتى إنها إذا سارت معه تكون كطفلة بجواره، وهو قدر الله تعالى أن اختارها لأنها كانت أوفق الناس بالنسبة له، ومن هنا فإنهما لا يخرجان معاً لقضاء حاجة إلا في القليل النادر، بل إنه إذا سار سارت هي بعيدة عنه أو سار هو بعيداً عنها، حتى لا يسبب لها حرجاً، ولا يجعلان الناس يتكلمون فيهما دائماً أبداً.
أقول: إذا كان الشكل واضحا؛ لأن هناك فوارق كبيرة، فأنا أرى أن توافق الوالدة في رفضها، لأنك الآن قد تكون متعلقاً قلبياً بها – والفتاة كذلك – ولكن هذا التعلق القلبي وحده ليس كفيلاً بإنجاح الأسرة واستقرارها، وقدرتها على أداء رسالتها بصفة طبيعية.
أقول: إذا كان فارق الجسم فعلاً كبيراً فأنا حقيقة أضم صوتي إلى والدة الفتاة، من أنه لا داعي للدخول في هذه المجازفة، لأنك الآن كما ذكرت ستقول بأن هذا الأمر لا يعنينا، وبأن هذا الأمر يسبب مشكلة، ولكن عندما تستمر الحياة وعندما تأتيك عبارات السخرية والاستهزاء أو نظرات الاستغراب أو الدهشة ممن ينظر إليكما فستتمنى أنك ما تزوجت هذه الفتاة، حتى وإن كانت من أفضل أهل الأرض.
أنا أرى إذا كان فارق الجسم بيِّنا واضحاً أن تصرف النظر عن هذا الأمر، أما إذا كانت هذه مبالغة من والدتها، فأنا أقول لا مانع من المحاولة مرة أخرى، وعدم الاستسلام بسهولة، واعلم أن الله تبارك وتعالى إذا كان قد جعل لك فيها من نصيب فهي ستكون لك بإذن الله تعالى قطعاً لا محالة؛ لأن الله تبارك وتعالى قدر المقادير وقسم الأرزاق، وجعل لكل واحد نصيبه من كل شيء، سواء كان ذلك من الطعام أو من الشراب أو من اللباس أو من الأيام أو من الجمال أو من الصحة، وبالتالي أيضاً من الأزواج وكذلك من الأولاد.
أرى إذا كان الفارق في الجسم أو في الطول أو القصر ليس كبيراً وكان هذا فيه من المبالغة من والدتها، أرى أن تحاول معها مرة أخرى، أما إذا كان الفارق بيِّناً واضحاً فأنا أضم صوتي إلى صوت والدتها، وأرى أن تصرف النظر عن هذه الأخت، وأن تتزوج التي تناسبك، وأن تتزوج هي أيضاً بالرجل الذي يناسبها.
أسأل الله لكما التوفيق والسداد، وأسأله تبارك وتعالى أن يزيل ما في طريقكما من عقبات، وأن يوفقكما لكل خير، وأن يمنَّ عليك بزوجة صالحة تكون عوناً لك على طاعته ورضاه، إنه جواد كريم، هذا وبالله التوفيق.