العصبية المؤثرة على العلاقة بالأطفال وغيرهم .. معاناة أم
2010-10-10 12:49:24 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تتمثل مشكلتي في أنّني عصبية جداً، ممّا يؤثر ذلك على علاقتي مع أطفالي وكل المحيطين بي، ويؤثر على أعصابي، وأُصبح في حالة يرثى لها، ولم أعد أقدر على حمل نفسي، وكلما كنت في هذه الحالة تزداد علي الأحلام المشوشة، وأنهض وكأنّني لم أنم، فأريد تفسيراً لحالتي.
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضل/ هانم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن العصبية حين تظهر في مرحلة عمرية معينة تكون لها أهمية كبيرة، فمثلاً عند النساء في مرحلة التغيرات الحياتية والهرمونية ظهور العصبية ربما يكون مؤشراً على وجود بدايات لاكتئاب نفسي، أما ظهور العصبية في مرحلة الشباب فربما يدل على وجود درجة عالية من القلق النفسي، وعدم القدرة على التواؤم.
هذه المعلومات البسيطة تقودني إلى أنه كان من المستحسن والأفضل أن أعرف عمرك؛ لأن هذا يُساعد كثيراً حقيقة في تفسير حالتك بصورة واضحة، ولكن عموماً العصبية التي تشتكين منها ربما تكون نتيجة وجود قلق نفسي، وربما تكون ناتجة من وجود تغيرات هرمونية، خاصة إذا كانت تأتيك هذه العصبية والتوتر بصورة أوضح قبل موعد الدورة الشهرية، وفي بعض الأحيان قد تكون مؤشراً لتغير في المزاج، وبعض الناس تتغير أوضاعهم الاجتماعية ويجدون صعوبة في التعبير عن ذواتهم؛ لأن البيئة التي حولهم لا تساعدهم على التعبير..هذا أيضاً يؤدي إلى احتقانات نفسية داخلية مما ينتج عنه شيء من العصبية والتوتر.
فالذي أريده منك هو أولاً: أن تحاولي دائماً التعبير عما بداخلك، والتعبير عما بداخل النفس مهم جدّاً، ومن المعروف في مجتمعاتنا أننا كثيراً ما نسكت عن بعض الأشياء التي لا ترضينا، وهذه الأشياء حتى وإن كانت صغيرة سوف تتراكم وتؤدي إلى نوع من الاحتقان النفسي الداخلي.. إذن المتنفس النفسي أو ما نسميه بـ (التفريغ النفسي) قطعاً يُساعد على زوال العصبية إن شاء الله.
ثانياً: التعامل مع الغضب؛ لأن وجود العصبية كثيراً ما يكون مؤشراً على سرعة الانفعال والغضب، وما ورد في السنة المطهرة يُعتبر وسيلة سلوكية ممتازة جدّاً لعلاج الغضب وما يترتب عليه من عصبية.
إذن حين تأتيك المؤشرات الأولى للتوتر حاولي أن تغيري مكانك، وحاولي أن تغيري وضعك، فإذا كنت جالسة فقفي، وإذا كنت واقفة فاجلسي، وانفثي ثلاثاً على شقك الأيسر، وتوضئي وصلي ركعتين، واستغفري، واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم.. ادخلي مرة واحدة في هذا التطبيق السلوكي النبوي، وسوف تجدين منه فائدة كبيرة جدّاً.
هناك وسيلة سلوكية أيضاً، وهي ممارسة تمارين الاسترخاء، وهذه التمارين في أبسط صورها أن تأخذي نفساً عميقاً وبطيئاً، وتملئي صدرك بالهواء، بعد ذلك أخرجي الهواء ببطء عن طريق الفم، وتوجد تمارين استرخائية أخرى كثيرة جدّاً تساعد في تقليل العصبية.
من الوسائل السلوكية أيضاً: ممارسة الرياضة، مثل رياضة المشي أو أي رياضة تناسب المرأة المسلمة؛ فإنها ذات فائدة كبيرة.
من الوسائل أيضاً: التفكير الإيجابي، وأنت -والحمد لله- لديك إيجابيات كثيرة، فلديك الذرية، ولديك الأسرة، ولديك البيت والزوج، فلا تدعي أبداً العصبية تُنسيك هذه الجماليات والهبات الإلهية في حياتك.
التواصل الاجتماعي مهم ويريح النفس كثيراً، فأكثري من ذلك، ولا شك أنك حريصة على صلاتك، وتلاوة القرآن والأذكار والدعاء.. هذه كلها تجعل الإنسان مطمئناً، ويتفاعل ويتعامل مع العصبية بصورة لا تسبب له الأذى ولا للآخرين كذلك.
هناك دواء بسيط جدّاً يُعرف تجارياً باسم (فلوناكسول Flunaxol)، ويعرف علمياً باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol) يمكنك أن تتناوليه بجرعة حبة واحدة صباحاً ومساءً، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، تناولي هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى حبة واحدة لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
أما إذا كان لديك عسر حقيقي في المزاج وشيء من الكدر، فهنا لابد من تناول أحد الأدوية المضادة للاكتئاب، وإذا كان هذا هو الحال – أي أنك تعانين من كدر حقيقي – أرجو أن تتواصلي معي مرةً أخرى وأكون شاكراً لو أوضحت عمرك.
وبالله التوفيق والسداد.