وصايا وإرشادات لفتاة خائفة من ضمة القبر وعذابه
2003-08-15 14:09:24 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قرأت في أحد المنتديات أن للقبر ضمة لو نجا منها أحد لنجا سعد بن أبى وقاص، هل هذه الضمة هي من نعيم القبر أم من عذابه؟ علماً بأنني خائفة جداً، وأتمنى أن لا أحد يدفننى في القبر، أعوذ بالله من عذابه، وأنا أفكر: ألا تكفي آلام الموت حتى جاءتنا الضمة؟ وخصوصاً أنا نحيفة، الله يستر، وهل حتى البزورة (الأطفال) يحسون بذلك؟ وأين آيات ربنا التي قالت: إن الله أرحم الراحمين، والله! يا ليت ربنا ما خلقنا يا ليت، حتى بعد الموت الواحد ما يرتاح! الله! لماذا هكذا أستغفر الله العظيم، ما أدري أنا أرتجف من الخوف.
أختي قالت: أحسن للواحد بأن لا ينجب هذا الزمن بسبب كثرة المصائب والإرهاب والجرائم، وأنا نفسي أحمل، ولكن كلامها يسبب لي نوعاً ما من الإزعاج، أنا آسفة لأنني أدخلت المواضيع على بعضها، فأنا متوترة جداً والله، وأفكر: يا لله! خالي المسكين أحس بهذه الضمة؟! يا لطيف! يا رب استر علينا يا رب.
وفي الختام جزاكم الله كل خير على هذا الموقع الممتاز، وأسأل الله لنا ولكم الستر والعافية وحسن الختام في الدنيا والآخرة؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والسلام عليكم ورحمة الله.
أختكم:
فجر الغد (أم أسامة).
الإجابــة:
الأخت الفاضلة/ فجر الغد (أم أسامة) حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك (استشارات الشبكة الإسلامية)، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، ونشكرك على تواصلك معنا، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق وأن يقيك فتنة القبر وعذابه، وأن يختم لك بخير وأن يجعل عاقبة أمرك إلى خير.
وبخصوص ما ورد بسؤالك عن ضمة القبر فإليك ما يلي:
1- أن الصحابي المذكور في حديث النبي صلى الله عليه وسلم هو سعد بن معاذ الذي اهتز العرش لموته، وليس سعد بن أبي وقاص.
2- أن ضمة القبر لن ينجو منها أحد حتى ولو كان صالحاً صغيراً كان أو كبيراً.
3- أنه لم ينج منها أحد قديماً إلا فاطمة بنت أسد الهاشمية أم علي بن أبي طالب.
4- أن عليك أن تحسني العمل وتحسني الظن بالله وتدعي عنك هذه الوساوس التي لن تغني عنك من الله شيئاً، وهذا هو المطلوب منا جميعاً: إحسان العمل مع إحسان الظن بالله تعالى، وندع النتائج لله تعالى وحده.
5- أن هذه الضمة وغيرها مما ورد في نعيم القبر وعذابه لا ينافي رحمة الله تعالى، فهو أرحم بالإنسان من والدته التي ولدته.
6- لا تسمعي لكلام أختك في موضوع الحمل، وتوكلي على الله عسى الله أن يرزقك وأن تربيه تربية صالحة حسنة، يحفظ القرآن الكريم فيكون عوناً لك على طاعته في الدنيا وشفيعاً لك يوم القيامة؛ لأن صاحب القرآن يشفع في أهل بيته كما جاء في بعض الأحاديث .
7- يا أم أسامة! لا تشتتي نفسك واهتمي بصحتك وزوجك وأولادك، واحرصي على طاعة ربك ولا تشغلي بالك بأختك أو أمك أو غيرهما من الناس؛ لأن كل إنسان سيموت وحده ويوضع في القبر وحده ويسأل وحده ويحاسب وحده ويدخل الجنة أو النار وحده، ولن ينفعك كلام الناس لأنهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً.
فواصلي الطاعة والعبادة، وهنيئاً لك أنك في جوار سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهؤلاء لهم منزلة خاصة جداً.
وبالله التوفيق