محتار بين أي التخصصات أختار، وما الأفضل لسوق العمل؟
2023-03-14 01:59:05 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إنني في السنة قبل الأخيرة من التخرج، وعلي أن أختار تخصص: (محاسبة، أو إدارة، أو اقتصاد، أو إحصاء)!
ومشكلتي هي مشكلة الشباب بشكل عام، والشباب العربي بشكل خاص؛ حيث إن سوق العمل أصبح فيه تخمة من كل مجالات العلم، وأخاف أن أختار فرعاً لا يمكنني من العمل، مع العلم أن لديّ طموحات كبيرة في أن أتابع دراستي ما فوق الجامعية، وأن أٌقدم دراسات اقتصادية ربما تفيد المجتمع العربي والإسلامي بشكل خاص؛ لذلك أفكر في الاقتصاد السياسي، ولكنني عندما أسأل من حولي أجد البعض يشجعني، والآخر وهم الأكثر يحبطني.
أضف إلى ذلك أنني لم أستشر والديّ بعد، ولا أدري موقفهما من الدراسات العليا؛ لذلك قررت أن أستخير الله -عز وجل- في أمري، ولكنني لا أعرف كيفيتها بشكلٍ دقيقٍ، وكيف سأعرف -بإذن الله- نتيجتها؟
أرجو منكم الإفادة بخصوص الاستخارة، وأيضاً بحكم خبرتكم بماذا تشيرون عليّ بشأن الاختصاص؟
وأتمنى منكم الرد بسرعة، ولكم جزيل الشكر والامتنان.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أختي الكريمة: أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأرجو أن تكون البداية باستشارة والديك، وطلب الدعاء منهما.
وعليك أن تختاري التخصص الذي تميل إليه نفسك، وتشعرين أنك يمكن أن تأتي فيه بجديدٍ مفيدٍ لأمتنا، مع ملاحظة التخصصات التي تليق بالمرأة وتباعد بينها وبين الرجال، ولا يصلح لعمل المرأة إلا الوسط الذي تأمن فيه على نفسها وعرضها.
والصواب أن نطلب العلم بإخلاص، وأن لا نجعل هدفنا الوظائف والشهرة؛ لأن هذا هو الذي أضاع العلم، علماً بأن الأرزاق بيد الله سبحانه، وهو يرزق المتعلم والجاهل، بل ربما كان رزق طائفة من الجهال أوسع، فسبحان من لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.
أما الاستخارة: فهي طلب الخيرة من الله تعالى في أمرٍ من الأمور المشروعة المباحة أو المندوبة إذا تعارضت، أو هي طلب الدلالة على الخير من الذي بيده الخير سبحانه، ولا تكون في الأمور المحرمة والمكروهة، وفيها معانٍ عظيمة من توحيد الله، وتفويض الأمر إليه، واللجوء إليه سبحانه، وإذا صلى الإنسان الاستخارة فإنه يكون سعيداً بالنتيجة مهما كانت؛ لأنه يشعر أنه فعل ما عليه، وفوض الأمر إلى الله.
ولأهمية الاستخارة: فقد كان -صلى الله عليه وسلم- يعلمها للصحابة كما يعلمهم السورة من القرآن، قال -صلى الله عليه وسلم-: (إذا همّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم يقول: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري -أو قال في عاجل أمري وآجله- فاقدره لي، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري -أو قال في عاجل أمري وآجله- فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به، ويسمي حاجته).
وفي هذا الدعاء آدابٌ عظيمةٌ وفوائد كثيرةٌ، وتأملي قوله -صلى الله عليه وسلم-: "فاصرفه عني"، وهي مباعدة بين الإنسان وبين الشرور، ولكن ربما تعلق القلب بذلك المصروف؛ ولذا قال: "واصرفني عنه" حتى لا أفكر فيه ولا أندم عليه، ثم قال: "واقدر لي الخير" وقد يأتي الخير في صورة مكروهة في أولها؛ ولذا قال: "ثم رضني به" فإن الإنسان إذا لم يرض بقضاء الله شقي وهلك والعياذ بالله.
وليس بشرط الاستخارة أن يرى الإنسان شيئاً في نومه أو نحو ذلك، ولكن ربما وجد توفيقاً وتسهيلاً في أموره، وإذا لم يتبين له الخير فعليه أن يكرر الاستخارة ويتوجه إلى الله سبحانه، ولن يخيب من يستخير الكريم المتعال سبحانه وتعالى.
أسأل الله لك دوام التوفيق لما يحبه ويرضاه.