ترك شاب لالتزامه نتيجة رفض فتاة الزواج به
2002-06-20 12:06:13 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
إخواني! أنا معذب ومتعب بشكل فظيع، ولا أحد يقدر مدى ألمي، حكايتي بدأت عندما أحببت فتاة وكنت قبل ذلك لا أؤمن بشيء اسمه الحب، ولكن حبي لهذه الفتاة لم أستطع مقاومته، ولمدة سبع سنوات يا ناس! أرجوكم أغيثوني بعد الله عز وجل، ولكنها رفضتني بشدة رغم أني كنت مستقيماً ملتزماً، ولكن بعد ذلك للأسف انحرفت عن الطريق المستقيم وأصبحت تأتيني تشنجات عصبية، ومارست العادة السرية بشكل فظيع بعد ذلك، والآن لم أستطع أن أترك العادة، وحبها مزقني، يا إخوة أفيدوني بسرعة جزاكم الله خيراً لأني الآن ثلاث سنوات وأنا في دوامة فظيعة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ الجريح المعذب عافاه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
بداية أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يعافيك مما أنت فيه، وأن يطهرك من الخطايا والآثام، وأن يشرح صدرك للطاعة والالتزام، وأن يعوضك خيراً مما أخذ منك، وأن يرزقك خيراً من تلك الفتاة إنه جواد كريم.
أخي الجريح لماذا تحمل نفسك ما لا تطيق؟
لماذا تشق على نفسك؟
هل هذه الفتاة لم يخلق الله غيرها؟
أليس من حقها أن ترفض من شاءت؟
كما أنه من حقها أن تقبل من تشاء؟
أين إيمانك أيها الجريح بقضاء الله وقدره؟
أنسيت أيها الجريح أن الله قدر المقادير وقسم الأرزاق قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة؟
يا جريح اليمن، يا ابن العرب الكرام، يا سليل الأماجد من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، هب أن الله لم يقدرها لك، فهل تتصور أنك ستصل إليها؟
لقد شرع الله لنا الأخذ بالأسباب وترك الأمر له وحده سبحانه فهو الذي يعلم السر واخفى، ثم لماذا لم تفكر في السبب الذي من أجله رفضتك، لعل السبب أنك لم تكمل دارستك الجامعية وهي تريد رجلاً ناجحاً يستطيع أن يؤسس أسرة ويحميها، من عاديات الزمن .
أنا مع الأخت في رفضها لك ما دمت كذلك، أخي الجريح لماذا لا تحاول الجد والاجتهاد والانتهاء من الجامعة بدلاً من الإسراف في معصية الله، والوقوع في براثن العادة السرية المدمرة، والمحرمة في نفس الوقت، حاول يا أخي أن تفيق من غفوتك، وأن تقف بعد كبوتك، وأن تجد وتجتهد وتغير مسار حياتك بطريقة صحيحة وسلمية، وأن تترك تلك المعصية اللعينة، وأنا على يقين أنها ستقبل بك زوجاً، وتفرح بك، وتملأ الدنيا سعادة من حولك، فمرحباً بك في سجل الناجحين .
أخي! لقد حزنت جداً من كلمة (فاشل) تلك التي وصفت بها نفسك، لأنك بعبارة صريحة وواضحة تقول لي وللدنيا كلها: أنا لا أريد أن أغير نفسي فلا تحاولوا مساعدتي!
هل هذا معقول يا رجل. ضع يدك في يدي، وأترك عنك الكسل والفشل، وارفع رأسك عالياً، وقل: يا ألله يا سامع النجوى، ويا كاشف البلوى، ويا من تحيي العظام وهي ورميم أعد إلي الثقة في نفسي، وافتح علي فتوح العارفين، واجعلني من عبادك الموفقين، ومن أوليائك الصالحين، واستخدمني في خدمة هذا الدين، وارزقني الرضا بقضائك وقدرك، وإن كانت هذه الفتاة خيراً لي فاجعلها من نصيبي، واشرح لي صدرها، وصدر أهلها لقبولي، وارزقني منها الذرية الصالحة، وتأكد أن الله لن يحرمك الإجابة والتوفيق، فلقد أمرنا بالدعاء ووعدنا بالإجابة، واعلم أن فرج الله قريب وأن نصر الله لآت بإذن الله رب العالمين.