الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن كل الأعراض التي ذكرتها من أعراض جسدية، وأعراض نفسية تشير إلى أنك تعانين مما يسمى بقلق المخاوف، وقلق المخاوف هو أحد الحالات النفسية البسيطة، بالرغم مما تسببه لك من توتر ومن إزعاج، ومن وسوسة حول هذه الحالة، فهي حالة بسيطة -بإذن الله-، واعلمي أننا نسميها بقلق المخاوف، والإنسان حتى يتخلص من مخاوفه؛ يجب أن يتأمل ويفكر في هذه المخاوف أيّاً كان نوعها، ومن خلال التفكير المنطقي الذي يقوم على أن تقارني نفسك بالآخرين: لماذا أنت تخافين ولا يخاف بقية الناس مثلاً؟ ما الذي يجعلك تترددين؟ ما الذي يجعلك توسوسين لهذه الدرجة؟ لا بد أن تسألي نفسك هذه الأسئلة، ولا تقبلي أبداً هذه الأعراض باستسلام وبنوع من الخنوع وعدم مقاومتها.
الخوف دائمًا يعالج بأن نحقره، وبأن نعرف أنفسنا لمصدره، هذا مهم جدًا، هذا يسمى العلاج بالمواجهة، ويمكن المواجهة أن تكون بالتدريج، أن تبدئي بما هو أقل، ثم بعد ذلك واجهي ما هو أشد من ناحية تسبيب الخوف، وهذا يسمى بالتحصين التدريجي.
عليك أيضًا أن تفكري في الأشياء الجميلة والطيبة والإيجابية في حياتك، ولا تدعي هذا القلق ينسيك ما هو جميل وطيب في حياتك، -وإن شاء الله تعالى- المستقبل لك، فأنت الآن -الحمد لله- في مراحل جيدة في الدراسة، وفي بدايات سن الشباب، وهنا بالطبع توجد طاقات نفسية كثيرة جدًا، وكذلك جسدية يمكن أن تستغليها بصورة أفضل كما ذكرت لك.
جزء كبير من أعراض القلق ناتج مما يمكن أن نسميه بالتوحد مع أختك، فأختك المريضة -نسأل الله لها العافية-، لا شك أن انشغالك بها حتى على مستوى العقل الباطني جعل الكثير من الأعراض الجسدية تنتقل إليك، وهذه الأعراض في حقيقة الأمر سببها هو حالة القلق النفسي الذي تعانين منه، ولا أعتقد أنه يوجد أي أساس عضوي لها.
هناك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء (
2136015)، جيدة ومفيدة، فيمكنك أن تقابلي أخصائية نفسية لتدربك على هذه التمارين، أو يمكنك الحصول على كتيب أو شريط من أحد المكتبات الكبيرة ليوضح لك طرق ووسائل تطبيق تمارين الاسترخاء.
أنا أرى أنك في حاجة ماسة للعلاج الدوائي، وتوجد أدوية ممتازة وفعالة، ومعظم هذه الأدوية الآن لا تحتاج إلى وصفة طبية، هناك دواء يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس Cipralex)، ويعرف علميًا باسم (استالوبرام Escitalopram)، سيكون مفيدًا، -وإن شاء الله- يوقف تمامًا كل هذه الأعراض التي تعانين منها، من قلق ومخاوف ووساوس.
ابدئي في تناول السبرالكس بجرعة 5 مليجرام، وهنا لا بد أن تقسمي الحبة إلى قسمين؛ لأن السبرالكس يوجد في عبوة 10 مليجرام 20 مليجراماً، تحصلي على الحبة التي تحتوي على 10 مليجرام، وتناولي نصفها يوميًا، ويفضل تناولها بعد الأكل، استمري عليها لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة، واستمري عليها لمدة أربعة أشهر، ثم خفضيها إلى نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء.
ويتميز السبرالكس بأنه دواء سليم، ويعالج قلق المخاوف بصورة فاعلة وممتازة جدًا، وهو لا يسبب الإدمان، ولا يؤثر أبدًا على الهرمونات النسوية، نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك على ثقتك في إسلام ويب.
وبالله التوفيق.