السؤال
أنا شاب أبلغ من العمر ثلاثين عاما وقد أحببت فتاة عندما كنت في الخامسة والعشرين من العمر وطلبتها للزواج ووافقت، ولكني لم أستطع أن أدفع المهر وبعد خمس سنوات دفعت لي سيدة المهر عن طريق مشروع مساعدات الزواج، تكمن المشكلة في أن أبي عارض زواجي لأنه أرمل ويريد الزواج، وقد كان يطلب مني أن أعطيه المهر وأن يتزوج هو ولا أتزوج أنا، لم أستطع أن أوافقه لأني لم أكن أتصرف في شيء من مصاريف الزواج ولم أخبره وحتى الأن هو لم يحضر عرسي ولا استقبل زوجتي ويمنعني من زيارة البيت ويغلق الباب بالمفتاح، وينعتني بالعقوق، لست أعرف هل أنا مخطيء أم مصيب، فأفيدوني أفادكم الله، وهل ما أعانيه الآن من ضيق في الرزق هو نتيجة لعدم طاعتي لأبي، مع العلم بأنني لم أكن أقدر أن أعطيه دينارا واحداً وحتى الآن علي ديون بمبالغ كبيرة ولا أملك عملا ثابتا أو وظيفة، ولكن أعيش على الإعانات ومن أهل الخير؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا حرج عليك فيما فعلت لأنك لم تكن تملك المال ولا تستطيع التصرف فيه كما ذكرت ولأن إعفاف نفسك أوجب عليك من إعفاف أبيك، لقوله صلى الله عليه وسلم: ابدأ بنفسك ثم بمن تعول. قال ابن قدامة: حديث صحيح. وعن أبي هريرة: أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: عندي دينار قال: أنفقه على نفسك، قال: عندي آخر، قال: أنفقه على ولدك، قال: عندي آخر، قال: أنفقة على أهلك ، قال: عندي آخر، قال: أنفقه على خادمك، قال: عندي آخر، قال: أنت أعلم به. رواه البيهقي وأبو يعلى وحسنه الألباني.
وأنت لا تملك ما تستطيع به الجمع بين الأمرين فلا يلحقك إثم فيما كان، وتصرف أبيك ومنعه إياك من زيارته خطأ منه هو لكنه لا يبيح عقوقه ولا هجره أو التقصير في بره، فعليك أن تسعى في بره وتحاول ترضيته بما تستطيع ويمكنك توسيط من له وجاهة عنده من أهل العلم والدعاة والمكانة من أقاربه ليبينوا له سبب ما كان وأنك لا تستطيع غير ما فعلت ويسعوا في ترضيته وإصلاح ذات البين بينكما، وللمزيد انظر الفتوى رقم: 94038، والفتوى رقم: 53116.
والله أعلم.